قال محمد بدواو، باحث في التاريخ، إن "موضوع المقاومة الريفية يكتسي أهمية كبيرة، لعلها تكمن بالأساس في الدور الذي لعبته قبائل الريف إبان الزحف الاستعماري، قصد صيانة حوزة البلاد والحفاظ على هذه الأرض من أي مكروه خارجي"، مضيفا أن "أولى القبائل التي انتفضت في وجه الإسبان هي قبائل "قلعية" عقب احتلال مليلية". وأضاف بدواو، في مقالة تحت عنوان "عندما أهلك الاستعمار الإسباني في معركة "اغزار ن اوشن" أمام مقاومة الشريف محمد أمزيان"، أن "هذه القبائل خاضت صراعا طويلا مع إسبانيا، التي كانت تطمح إلى توسيع جيوبها المتواجدة على الضفة المتوسطية"، وزاد أن "قبائل "قلعية" رفضت الوجود الإسباني من الوهلة الأولى؛ وهذا هو سبب الحروب الممتدة لسنوات، لكن حرب 1909، أو ما تعرف ب"حرب مليلية"، أحد أبرز نماذج المقاومة الباسلة، التي كبدت إسبانيا خسائر فادحة". وإليكم المقالة: يكتسي موضوع المقاومة الريفية أهمية كبيرة، لعلها تكمن بالأساس في الدور الذي لعبته قبائل الريف إبان الزحف الاستعماري، قصد صيانة حوزة البلاد والحفاظ على هذه الأرض من أي مكروه خارجي. وأولى القبائل التي انتفضت في وجه الإسبان هي قبائل "قلعية" عقب احتلال "مليلية"، إذ خاضت صراعا طويلا مع إسبانيا، التي كانت تطمح إلى توسيع جيوبها المتواجدة على الضفة المتوسطية. ورفضت قبائل "قلعية" الوجود الاسباني من الوهلة الأولى؛ وهو سبب الحروب الممتدة لسنوات، لكن حرب 1909، أو ما يعرف بحرب "مليلية" أحد أبرز نماذج المقاومة الباسلة، التي كبدت إسبانيا خسائر فادحة. بمجرد الحديث عن هذه الحرب تتبادر إلى ذهن الكل واقعة وادي الذئب، أو ما أطلق عليها في الذاكرة الريفية معركة "إغزار ن اوشان"، التي دونتها الكتابات الإسبانية ب"كارثة وادي الذئب". جرت وقائع المعركة السالفة الذكر خلال 27 من يوليوز 1909، قرب "مليلية". وقبل الخوض في النقاش حول هذه المعركة التي نصادف ذكراها 111، لا بد من الوقوف عند بعض النقاط التي ستكون بداية من سيرة لكل من "بوحمارة" أو "الزرهوني"، بالإضافة إلى الشريف محمد أمزيان، وتناول أهم الأحداث والمعارك التي انهزمت فيها الجيوش اإسبانية. من هو "بوحمارة" الذي توافد على الريف الشرقي بداية 1900 هو الجلالي بن عبد السلام بن إدريس بن محمد اليوسفي الزرهوني، تاريخ الولادة غير مدقق، لكن يرجح أنه من مواليد 1862، (بوحمارة من الجهاد إلى التآمر، 1993، ص، 5)، نشأ في أسرة متواضعة متدينة، والده كان مدرسا، ومكنته وضعيته الاجتماعية من دخول القرويين حيث تعلم أصول الفقه، قواعد اللغة، الفلسفة، بالإضافة إلى علوم دينية أخرى تلقاها على يد أبيه، وله معارف ومكتسبات شخصية في مجال الهندسة والرياضيات (إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان 1909-1912، 2011، ص، 47). وذكر عبد الله العروي أن الزرهوني ولج مدرسة المهندسين وتخرج منها، دون أن يذكر متى وأين! بينما هناك ثلة من الباحثين لهم طرح مغاير تماماً يؤكدون أن الزرهوني كان فقيرا وله ثقافة فقهية متواضعة. صفات الزرهوني مكنته من تقلد مناصب عليا في الإدارة المخزنية، بالإضافة إلى علاقاته الوطيدة مع رجالات القصر، نظرا لخبراته السياسة (أصول حرب الريف، 1992، ص، 129)، ورغم كونه قريبا من سلاطين المغرب خلال فترته، إلا أنه سجن بتهم متعلقة بتزوير الأختام والمؤامرات على السلاطين. نسب الشريف محمد أمزيان هو الشريف سيدي محمد أمزيان بن الحاج محمد بن حدو بن البشير بن احمد بن احمد مكرر ابن عبد السلام بن صالح بن احمد بن ابراهيم، المعروف عندهم بالتفالي بن صالح بن الوزير بن علي بن احمد بن محمد بن ابراهيم بن عيسى بن احمد بن سليمان بن يحيى بن يعلى بن عبد العلا بن اسحاق، بن احمد بن محمد بن ادريس بن ادريس بن عبد الله الكامل بن الحسن بن علي وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم (الكشف والبيان، ص، 25)..من مواليد عام 1859م. ومن عادات وتقاليد أهل الريف أنهم يدخلون الفتيان للتعليم في الكتاتيب القرآنية.. كان يمتهن تجارة المواشي، وكانت له تنقلات تجارية بين الريف والجزائر، وكان يقود أيضا القوافل التجارية؛ وهذا راجع إلى مكانته الاجتماعية آنذاك في الريف؛ ويعد نسبه الشريف سبب حصوله على المكانة المرموقة لدى قبائل الريف.. قام بإصلاحات دينية انطلاقا من زاوية ولديه، ما مكنه من الحصول على نفوذ واسع في مجموع الريف، وهذا الأمر نفسره بمكانة الشخصية المتدينة بالمجتمع الريفي، ولعله الأمر نفسه الذي ساهم في نجاح مقاومة الشريف محمد أمزيان، حتى استشهد خلال المعركة في 15 مايو 1912. "بوحمارة" يتنازل عن مناجم الريف لصالح إسبانيا أمام الأزمة المالية الخانقة التي عرفها الزرهوني، وامتناع قبائل الريف عن أداء الضرائب، خاصة ضريبة المكوس، وطول فترة معاركه مع المخزن، وتواطئه مع القوات الاستعمارية، فكر الزرهوني في فكرة عجلت في ما بعد بنهايته، وهي التنازل عن مناجم الريف لصالح إسبانيا. تعود فكرة التنازل إلى الملتمس الذي قدمه كل من التاجر الفرنسي "اليكسندر باي" والمهندس "انكليفي" ومدير شركة "موخاطا الحديد"؛ فهؤلاء حسب المصادر التاريخية هم أول من قدموا ملتمس استغلال مناجم الريف للزرهوني، لكن تم رفضه من طرف الزرهوني نفسه. في خضم الأزمة الخانقة التي أشرنا إليها سابقا، ومع حلول عام 1907، فوت الزرهوني شخصيا، وذلك عبر إصداره ظهير "فرمان"، مناجم الريف التي تقع في قلب أراضي "قلعية"، لصالح إسبانيا. من جهة أخرى يذكر الباحث اليزيد الدريوش أنه بعدما فشلت إسبانيا في ربط "مليلية" مع ويكسان بخط سككي، بسبب مقاومة الريفيين لمثل هكذا مشاريع، استنجدت بالزرهوني، وعقدت معه اتفاقا وديا ينص على استغلالها مناجم الريف لمدة 99 سنة. وبخصوص المبلغ المالي الذي منحته له يقدر ب 659 ألف بسيطة مقابل رخصة الاستغلال (الشريف أمزيان: المقاومة المسلحة ضد الغزو الإسباني مذكرات من التراث المغربي، ج، 5، ص، 52). وحسب الدراسات التاريخية فإن قضية تفويت الزرهوني لمناجم الريف تعتبر من بين أكبر الأخطاء التي وقع فيها، إذ بعدها فهمت قبائل الريف ميكانيزمات الأحداث، ما مهد لقيام ثورة ضده تحت قيادة الشريف محمد أمزيان. وبخصوص التفويت نقف عند هذا النص، مقتطف من مذكرة بعث بها الزرهوني إلى أمنائه في الريف: "يعلم من كتابنا هذا أسمى الله قدره، وأعز أمره، وخلد في ديان السعادة طيه ونشره، وأشرق في سماء المجد شمسه… وأكرم مثواه ونزله، إننا، بحول الله وقوته وشامل يمنه الجميل ومنته، أذنا لماسكه المتمسك بالله وبه مسني إفريد البنكي الفرنساوي من باريز في خدمة معدن الرصاص معدن النحاس ومعدن الحديد ومعدن الذهب والفضة الموجودين في جبل قلعية، كما أذنا له في بناء موضع المكينة بطرف البحر الصغير لخدمة المعادن المذكورة وحمل المعادن إلى محل المكينة بشرط ابتداء الخدمة من معدن الرصاص والنحاس…" (نقلا عن: إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان، 2011، ص، 72). الحملة الإسبانية على الريف وسطوع نجم الشريف محمد أمزيان شكلت مناجم الريف التي فوتها الزرهوني لصالح الإسبان أحد أهم النقاط التي عجلت بوقوع الحرب. وهنا نشيد بالدور الذي أخذته قبائل "قلعية" على عاتقها، وهو الدفاع عن أراضيها وعن مناجم الريف الشرقي. وكانت هذه الثورة تحت قيادة الشريف محمد أمزيان، إذ عمل على عرقلة أشغال استغلال المناجم. وفي ظل هذه الأوضاع عقدت مفاوضات بين إسبانيا والشريف محمد أمزيان قصد الخروج بمقتضيات تفيد الطرفين، إلا أنها فشلت. في سياق هذه الأوضاع تحركت البعثات الدبلوماسية من كل "مليلية" في اتجاه مدريد قصد تلقي الأوامر للتحرك من جديد، كذلك من "مليلية" إلى فاس ودار النيابة السعيدة في طنجة، قصد الضغط على المخزن من أجل أن يرسل برقيات إلى أهالي "قلعية" لرفع الحصار عن أشغال استغلال مناجم الريف. لكن المخزن كما هو معروف منذ أن انهزم في حرب تطوان، وفرضت عليه شروط قاسية، كان حليف إسبانيا في مشروعها الاستعماري في الريف؛ وهذا دعم إسبانيا لاستئناف أشغالها واستغلال مناجم الريف. بالتزامن مع استئناف الأشغال، أمر حاكم "مليلية" بحشد جيشا لحماية الأشغال من المقاومة الريفية؛ هنا وجدت هذه الأخيرة نفسها وجه لوجه مع الإسبان دون أي سند من المخزن، بل أكثر من هذا نجده ينحاز إلى جانب إسبانيا كما حصل خلال حرب سيدي ورياش. خرجت قبيلة "قلعية" بقسماتها "ايثشيشار"، "اولاد ستوت"، "امزوجن" و"ايثبويفرور" بحمل السلاح والخوض في الحرب بموجب المؤتمر العام الذي عقد في "مزوجة" ( جماعة بني انصار حاليا) خلال 5 يوليوز 1909. وانطلقت العمليات المسلحة في التاسع من الشهر نفسه، وجرت معارك عديدة، لكن ارتأينا الوقوف عند أهمها وهي كالتالي: معارك سيدي أحمد الحاج وسيدي علي بعد الأسبوع الثاني من انطلاق العمليات المسلحة ضد الإسبان، شن الريفيون مجددا بقيادة الشريف محمد أمزيان هجومات جديدة. حتى لو كان آنذاك الشريف محمد أمزيان يفتقر إلى العتاد والتجهيزات الحربية، لكن ما ميز هذه الفترة أنه نهج أسلوب حرب العصابات والحرب الخاطفة، ما أرهق الجنود الإسبان وجعل كبار القادة العسكريين يطلبون العون من حكومة مدريد (إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان 1909-1912، 2011، ص، 137). عملت حكومة مدريد على إرسال إمدادات عسكرية مهمة، على رأسها كل من لواء قناصة برشلونة ولواء العاصمة. عقب هذه التحركات عرفت مدريد احتجاجا ومظاهرات ضد القرارات التي أصدرتها حكومة مدريد، المتمثلة في إرسال اللواءين إلى الريف. كذلك نذكر أن حكومة مدريد أرسلت ثلاث كتائب من الجنود الاحتياطيين؛ وأمام انشغالها بالأوضاع، كانت المقاومة الريفية تحت قيادة الشريف محمد أمزيان قد استعادت مجموعة من أهم المواقع الإستراتيجية التي كانت في يد الإسبان، وقدرت الخسائر ب 18 قتيلا في صفوف الإسبان، ضمنهم ضباط، بالإضافة إلى ظفر الريفيين بغنائم عديدة. ويرجع الباحثون الإسبان سبب الخسارة إلى إعياء الجنود من السفر الطويل، إذ انتقلوا من مدريد ثم أبحروا إلى "مليلية"؛ وكذلك الاستمرار في الحرب والقتال لمدة 18 ساعة دون توقف ودون مأكل ومشرب. معركة سيدي موسى جرت في 23 يوليوز 1909، إذ أمر العقيد "كابريرا" وبخطة منه بمسيرة نحو ويكسان، تخرج ليلا من "مليلية" لتصل في الصباح؛ وهو من تقلد منصب قيادة هذه الحملة. وليس بالغريب عن الريفيين مثل هذه الخطط، فهم السابقون لها، ولعل هذا ما تشير إليه الكتابات التاريخية، إذ إنه استعار هذه الخطة من الريفيين، لكن خطته هذه فشلت نظرا لكون الريفيين تمركزوا طوال الليل بين الخنادق والجبال؛ فبعد وصول العدو انطلق القتال بين الريفيين والإسبان بشتى أنواع الوسائل حتى ارتوت الأرض بالدماء (أصول حرب الريف 1992، ص، 139). وأرجع الإسبان سبب الخسارة إلى غياب معرفتهم بمسالك وطرق مواقع المعارك، وكذا غياب الخرائط الطبوغرافيا، بالإضافة إلى قولهم إن مجال "مليلية" غير معروف وصعب؛ لكن نجد أنهم كانوا يمتلكون أحسن الفرق الخاصة بالهندسة الحربية. وخسرت إسبانيا في هذه الحرب مجموعة من القادة العسكريين وهم كالتالي: العقيد بينانثيوألباريثكابريرا صاحبالريستينكا المقدم إيبانيث مارين الضباط: النقيب فيرنانديثكويباس، سالبادور، فيرنانديثكيبار، بريث برادو، أوتشوا، دي فيكيراس، فيرنانديثمارتينيث… بالإضافة إلى 46 عسكريا، والجرحى قدروا ب 226 منهم 10 ضباط… معركة "اغزار ن اوشن" عملت إسبانيا على الانتقام من مقاومة الشريف محمد أمزيان، التي ألحقت هزائم متتالية بها، إذ أمر الجنرال مارينا القائد العام "لمليلية" بخروج 6 كتائب من المشاة وفصيلة مدفعية. وكان في مقدمة هذه العملية لواء مدريد أو العاصمة للقناصة.. في بداية الأمر تعذر عليهم استخدام السكك الحديدية لنقل الجيش والعتاد، وتمت العملية عبر الأرجل والبغال لنقل العتاد العسكري (إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان 1909-1912، 2011، ص، 145). أوكلت العملية إلى أحد أبرز وخيرة الجيش النظامي الإسباني، الذي أشارت الكتابات الإسبانية إلى أنه قدم للانتقام لشرف إسبانيا.. الحديث عن الجنرال "كييرمو ليد يسما بينطوس". ما إن وصلت هذه الكتائب إلى أعالي جبال "كوروكو" حتى اصطدمت بنيران الريفيين، وما إن دخلت الكتائب في المعركة حتى بعثرت وأصبحت تائهة محاصرة من كل النواحي. حسب المرويات فخطة الشريف أمزيان استندت إلى استفزاز الجيش الإسباني في وادي الذئب، إذ كلف شجعان الفرسان من قلعية بالتوغل داخل الوادي، وكلف الرماة بالتمركز وراء الصخور في الأعلى. أمهل الشريف أمزيان الوقت الكافي للجنرال وقواته للتوغل داخل الوادي، وما أن أضحى الجيش كله هناك حتى أعطيت الأوامر للمجاهدين لحصار منافذ الوادي والنزول على الإسبان الذين باتوا في دائرة محاصرة من كل النواحي. قتل الجنرال "بينطوس"، وبات الجيش دون قائد، ما جعله يفقد سيطرته ويتراجع إلى "مليلية". لقد طارد الريفيون الإسبان حتى مداخل "مليلية". نتائج المعركة: على مستوى الجند نجد تضاربا في أعداد القتلى والجرحى، إذ أعلنت إسبانيا بعد المعركة أنها فقدت 159 قتيلا و499 جريحا. لكن هذه الأعداد تبقى هزيلة، ويعود سبب إعلانها إلى خوف إسبانيا من الرأي العام آنذاك نظرا لحجم الخسائر. الأرقام نفسها نجدها عند المؤرخة الإسبانية "ماريا روز ذي ماداريگا"، إذ تشير إلى أن عدد القتلى بلغ 100 عسكري بالإضافة إلى القائد "بينطوس"، وجرح 600 عسكري. وتبقى أرقاما أولية وفقط كما أشرنا سابقا.. بيد أنه بعد مرور 5 أشهر صدرت وثيقة عن كتابة وزير الحربية تشير إلى الحصيلة الحقيقة، التي بلغت 1046 قتيلا، من بينهم 978 جنديا، و68 ضابطا عسكريا. أما من الجانب الريفي بعد بحث في المصادر التاريخية لم نتوصل إلى أي حصيلة سوى أنه استشهد خيرة أبطال الريف، وهم: الحاج توگوك الورياغلي، ميمون بن خوجة البويفروري ، محمد أمزيان بوخرطة السعيدي. على مستوى الرأي العام الإسباني كانت ردة فعل الشعب الإسباني، وخاصة على مستوى "كتالونيا"، هي الانتفاض والقيام بمظاهرات وإضرابات نقابية عرفت في الاستوريوغرافيا الإسبانية بالأسبوع المأساوي، الذي امتد من 25 إلى 30 يوليوز. وعمت هذه الاحتجاجات جميع أراضي إسبانيا، وأتت كرد فعل على مجموعة من المراسيم الحكومية، وأبرزها إرسال لواء برشلونةومدريد، بالإضافة إلى كتائب من الجنود الاحتياطيين، الذين هم في الأصل فقط عمال وأبناء الفئات الاجتماعية الهشة. وبسبب الضغط الشعبي على حكومة مدريد تم تعليق جميع أعمال الحرب في الريف، لكن هذا التعليق لم يدم طويلا.