أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في وقت سابق أنها ستختار مدربا جديدا من بين قائمة تضم عدة مدربين وطنيين،وأبرمت الجامعة عقدا أخلاقيا مع الودادية الوطنية للمدربين المغاربة يقضي بالاستعانة بجهاز تدريبي وطني من أجل النهوض بالكرة المغربية بعد إقالة الفرنسي هنري ميشال الذي كان سببا أساسيا في الخروج المخيب من كأس أفريقيا الأخيرة. ثم تسربت أنباء تؤكد أن الاختيار وقع على النجم والمدرب السابق بادو الزاكي كي يعود إلى قيادة المنتخب المغربي بعد ضغوطات من جهات عليا وقريبة من الأسرة الملكية ، أوصت بتعيين بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني بحكم تجربته ومساره ونتائجه السابقة رفقة المنتخب وأيضا بحكم العطف الذي يشمله من القصر منذ أن كان الزاكي عميدا للمنتخب المغربي في ثمانينات القرن الماضي. وبدأت علاقة بادو الزاكي “الوطيدة” بالقصر بعد أن كان الملك الراحل الحسن الثاني سببا في عدم غياب بادو الزاكي عن كأس العالم بالمكسيك 1986، بسبب أن زوجة “الزاكي” الفنلندية “أيْنِى ” قررت بل وتمسكت بوجوده إلى جانبها، إذ كانت في فترة إجراء المونديال قريبة من وضع مولودة الزاكي الأولى، وقد تمسكت ببقائه معها، لأنها عاشت لحظات صعبة عندما كان الزاكي رفقة الفريق الوطني سنة 1985 في مواجهة منتخب مصر، عندما حدثت لها مشاكل، إذ توفت مولودة الزاكي الأولى ساعات بعد ميلادها، وقد تأثر كثيرا لما حدث وبشكل كبير، وقد وضع رفض ” أيني” سفر زوجها إلى المكسيك حارس المنتخب المغربي في وضع دقيق وصعب ، إلى أن تدخل جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، فطمأنه أن زوجته ستكون موضع عناية فائقة وبناء عليه سافر الزاكي مع الفريق الوطني، إلى أن وضعت زوجته مولودة يوم مباراة المغرب -ألمانيا وقد أحيطت بعناية فائقة . وقد تلقى الزاكي تهاني الملك الحسن الثاني رحمه الله والذي وعرض عليه أن يختار لمولودته الأولى إسما من بين ثلاثة أسماء إقترحها (حسناء فتيحة وفاطمة الزهراء)، واختار الزاكي إسم حسناء تيمنا بكريمة الملك الحسن الثاني رحمه الله الأميرة للاحسناء. ومعلوم أيضا أن الأمير مولاي رشيد حسب جريدة المساء قد وقف في صف بادو الزاكي إبان خلافه الشهير مع العميد السابق نور الدين النايبت ورغم الرغبة الملحة التي أبداها الجنرال بنسليمان في تطويق الخلاف بينهما، فإن الزاكي رفض بشكل قاطع إشراك النيبت في مباريات المنتخب معتبرا أنه صاحب القرار، وقال لأحد مبعوثي الجنرال الذي لم يكن، آنذاك، غير الكولونيل مصمم، إنه لا مجال للتراجع عن قراره وأنه يتحمل مسؤولية اختياراته، قبل أن يتواصل الخلاف إذ رفض الزاكي دخول امحمد أوزال إلى مستودع ملابس المنتخب الوطني في مباراة منتخب تونس، قبل أن يقرر الزاكي تقديم استقالته في وقت لاحق احتجاجا على ما اعتبره عدم قدرته على العمل في ظل الضغط المسلط عليه. ويبدو أيضا أن السبب في استبعاد الزاكي قد يكمن أيضا في تصريحات صحفية أصر فيها على أن يكون النجم السابق عبد العزيز بودربالة ضمن مساعديه، متحديا رغبات أعضاء في المكتب الجامعي انتقدهم بودربالة بشدة في الصحافة المغربية ولمّح إلى مسؤوليتهم في إخفاق الكرة المغربية،وبعدما أن كانت الجامعة قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع المدرب الوطني بادو الزاكي، عادت إلى تفضيل الأجنبي لقيادة المنتخب الوطني بعد أن نزلت رغبة الجهات المقربة من القصر بتعيين الزاكي مدربا للمنتخب كقطعة ثلج باردة على رأس اعضاء المكتب الجامعي. ليظهر اسم روجي لومير مدرب المنتخب التونسي الحالي كمرشح أجنبي وحيد لتدريب المنتخب الوطني لكرة القدم بعد أن حل قبل أيام بالرباط، وذلك في إطار “زيارات متكررة” يقوم بها للمغرب في إطار تفاوضه مع مسؤولي الجامعة الملكية المغربية وفي إطار التشاور والتنسيق ،فيما اعتبر بمثابة جس نبض بين الطرفين. وسبق للمدرب لومير الذي ستنتهي علاقته بمنتخب تونس قريبا، أن عبر عن رغبته في تدريب المنتخب المغربي، رغم أنه سبق له أن قام بحركة “غير أخلاقية” تجاه الجمهور المغربي أثناء مباراة بين تونس والمغرب جرت العام الماضي. كاريكاتير خالد كدار