بالرغم من الشلل الجوي الذي تعرفه أوروبا من جراء انفجار بركان أيسلندا، و الذي أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الجوية من و إلى مطارات بلجيكا لعدة أيام و لازال، و بالرغم من عدم تمكن التحاق زوجة بوجمعة التي كان مقررا أن تنوب عنه في هذه الأمسية التضامنية، و كذا عدم تمكن التحاق بعض الفنانين وخاصة الفنانين عزيز الطنجوي احد مؤسسي مجموعة اتواتون و عبد الحق اتوتون اللذان كانا سيلتحقان من كل من الدانمرك و اسبانيا ، جمهور بوجمعة اتواتون و جمهور الأغنية الريفية عموما كان مع الموعد مساء يوم السبت 17 ابريل الجاري، إذ حضر ما يقارب 500 متفرج تابعو بتأني و بحماس أغاني جميع الفنانين الذين تناوبوا على المنصة. وهم خالد ايزري و وليد ميمون ومجموعة اثران و فطوم ونجيب امازيغ و فريد امطاون و ثوسنة و مجموعة تايمس، و أولاد الشيخ موحد و ميلودة، بالإضافة إلى الشعراء احمد الصادقي و وفيلة و الماس و ثوزارين. الجمهور الريفي الذي أتى من كل مدن بروكسيل و هولندا و ألمانيا و فرنسا استمتع بأهم الأذواق الرفيعة التي أنتجها الريف الحديث في مجال الأغنية الامازيغية. الفنانون لم يغنوا فقط، بل سجلوا تضامنهم المطلق و اللامشروط مع رفيقهم بوجمعة التي يجتاز ظروفا صعبة اليوم، و أبوا إلا أن يحظروا في هذا العرس البروكسيلي الكبير بدون تردد و بالمجان. الجمهور الذي ردد عدة أغاني ريفية من بينها أغاني اتواتون، تابع بحماس أجواء الأمسية التي ابتدأت من الساعة الخامسة بعد الزوال و امتدت إلى حدود الساعة الثانية من فجر اليوم الموالي. بوجمعة اتواتون و كريمته كانا حاضران بالصوت في هذا اللقاء، إذ أبا إلا أن يتدخلا هاتفيا ليتحدثا مباشرة إلى جمهوره و رفاقه و أصدقائه شاكرين كل من وقف و يقف معهما في هذه المحنة معتبرين بان هذه الأمسيات التضامنية هي تعبير أصيل عن شهامة و أصالة الريفيين، و أنها ترفع من معنوياته و تجعله يعشق الفن و الفنانين والريفيين أكثر من أي وقت مضي. كما حكا بوجمعة عن جزء من تاريخه و معاناته مع النظام القمعي بالرباط عندما تم اعتقاله ظلما و عدوانا حيث قضى مدة ثلاثة سنوات سجنا نافذة، ذنبه الوحيد، انه كان يغني للفقراء و العمال و الفلاحين والطلبة و البحارة وكل الكادحين. منظمو الأمسية، المنتمون إلى عدة جمعيات ريفية في الجهتين الفلامانية و الفرنكوفونية ببلجيكا، بذلوا مجهودات جبارة لإنجاح هذا اللقاء، و اشتغلوا بصبر و نكران الذات لمدة شهرين تقريبا. جددوا تعبيرهم عن استعدادهم التام لمتابعة التطورات الصحية لبوجمعة اتوتون و الوقوف معه في محنته هذه، حتى يسترجع قواه الصحية كاملة و العودة إلى جمهوره و عشاقه و هم عديد ون داخل المغرب و خارجه. ويشار بان الأمسية افتتحت بعرض فيلم و وثائقي حول بوجمعة و تجربة اتواتون من انجاز عزيز المرابط ، و اختتمت بعرض ثلاثة لوحات تشكيلية للمزاد العلني، تم إهدائها من طرف الفنان عبد السلام إلى المنظمين، و فاز بشرائها اغراو نالريف / التجمع الديمقراطي للريف لإهدائها إلى بوجمعة تواتون.