[email protected] اقتربت الذكرى الأولى لخروج حركة 20 فبراير إلى الشارع، وارتأيت أن أقدم للقارئ سلسلة مقالات تتحدث عن الحركة وعن مطالبها ومكتسباتها وانتظارات المواطن… فبعد انطلاق أحداث الربيع العربي (كما يحلو لهم تسميتها)، وإعلان مجموعة من الشباب المغاربة تبني الفكرة التونسية والخروج يوم 20 فبراير في جميع المدن المغربية، وما سبقه من تعبئة جماهيرية… انطلقت مسيرات 20 فبراير وتلتها أخرى في 20 مارس ثم توالت الخرجات… حيث كان المتظاهرون ينشدون الإصلاح ويطالبون بإسقاط الفساد والاستبداد… وأمام توالي الخرجات ظهرت الاغتيالات في صفوف أعضاء الحركة، وكشر المخزن عن أنيابه ليثبت للشعب أنه لا يوجد شيء يدعى القطيعة مع الماضي ولا الإنصاف والمصالحة، فكانت أولى العمليات المخزنية يوم ميلاد الحركة، حيث قتل المخزن 5 شباب بالحسيمة وتم حرقهم داخل وكالة بنكية ثم محاولة تشويه صورتهم بالادعاء أنهم دخلوا للسرقة، حسب ما أثبته القصور في التحقيق، وحسب ما يفرضه العقل بعدما رفضت المحكمة العودة إلى تسجيلات الوكالة التي لا بد أن تظهر الحقيقة التي يحكيها أبناء المدينة بأن هؤلاء لم يدخلوا الوكالة أحياء، بل دخلوها أمواتاً بعد أن قتلهم المخزن الغاشم وقام أعضاء الأخير بإشعال النار في الوكالة وفي أجساد الضحايا لإخفاء معالم جريمتهم. ثم توالت العمليات وتم قتل الحساني بنفس الإقليم، بالإضافة إلى ضحايا المدن الأخرى… واستمرت الخرجات ونحن على أبواب إطفاء الشمعة الأولى، وبقي الحال كما كان (لا تغيير)، اللهم إن استثنينا الدستور الممنوح الذي خيب آمال الحركة. وجاء الفساد الانتخابي بعدها بشراء الأصوات علنا (ليبقى رجال الأمن في موقف المتفرج، ويبقى ما قيل عن ضرورة محاربة الرشوة لضمان نزاهة هذه العملية مجرد شعارات مخزنية جوفاء) ليزيد الطين بلة، ويزيل قناع التغيير ليظهر الوجه الحقيقي الذي اعتاده الشعب المغربي. حيث بقي رجال الأمن في موقف المتفرج على أباطرة الانتخابات… وكما توقعت تماما، فلقد فاز في الانتخابات بالناظور شخصان كان الشارع يكرههما ويتهمهما بشتى أنواع الاتهامات، وكان جلياً أنهما لن يعودا على أسوار البرلمان، غير أنهما عادا… وهو ما أكد لي أن الأمية ما زالت متفشية وبكثرة حتى وسط النخبة المثقفة؛ وإن كانت أمية هذه الطبقة تتخذ منحى آخر لا علاقة له بالمعنى اللغوي للكلمة إنما بلغة المصالح والقرابة. وبالتالي صار لزاما على حركة 20 فبراير أن تتخلى عن بعض طلباتها المصيرية وإلا ساءت أحوال البلاد والعباد… وإن قدمت هذا الطلب فليس لأني أضرب في مصداقية الحركة وأتنكر لما حققته من مكاسب للشعب، كحرية التعبير، ورفع القمع المخزني، والعديد من الحريات التي صرنا نلمسها… بل لأن الطلب قدم لأنه في صالح الشعب الذي تنبثق منه الحركة. ولي عودة للحديث عن كل نقطة على حدة… للتسجيل في قائمة متتبعي مقالات رأي ابراهيم البطيوي وقراءة المقالات السابقة واللاحقة يرجى الضغط على الزر التالي