تزيد البحيرات للمدن جمالية ووداعة تلك الحواضر باعتبارها متنفسا طبيعيا ومنظرا جماليا يخفف من طابعها المدني، وهناك بحيرات اشتهرت شهرة المدن التي أقيمت بمحاذتها ، وتعدّت دورها الجغرافي كمنبع مائي لتتغلغل في التاريخ والشعوب ونمط الحياة، فما يعنيه النيل للمصريين يتعدى كونه نهرا عظيما يُعتمد عليه في الزراعة والصناعة بل هو ملهم الشعراء والكتاب ورفيق الباعة المتجولين والمزارعين الكادحين وأصحاب العمارات الفارعة، ومؤنس العشاق في نزهاتهم. أمابحيرة مارشيكا، فقد كان مصيره الإهمال بأقصى درجاته، تعدى كونه إهمالا لبحيرة تعتبر أحد أكبر البحيرات بخوض البحر الأبيض المتوسط ولم ينل نصيبا من التخطيط والتشييد على ضفته، بل عكست حالته وجها غير حضاري لمنبع طبيعي. وبعد طول انتظار أعلن عن مشروع تنموي ضخم يخص منطقة بحيرة مارشيكا تقدر موازنته ب46 مليارات درهم مغربي ينجز على مدى أربع عشرة سنوات. وهذا المشروع العمراني والتنموي الكبير مدين بالفضل في للمشروع للعاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي لم يكن راضيا عن حالة البحيرة المزرية. ولأن البحيرة عانت من الإهمال لسنوات وعقود فقد ارتأى الملك محمد السادس أن تعوض تلك الفترة بمشروع تنموي هائل كالذي أُعلن عنه أخيرا. هذا ما إستحسنه الرأي العام الناظوري الذي يرى في المشروع فرصة للتخلص من جحيم الماضي ، من معاناة مع البنياة التحية الهشة وكذا التخلص نسبيا من البطالة التي تطال أبنائهم خصوصا أن المشروع سيساهم في إحداث حوالي 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة، وهو ما يشكل 18 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة إقليمالناظور التي تقدر ب 505 ألف نسمة