وأنا في المدينة …وفي صباح هاديء قررت زيارة المكان ، في طريقي الى هناك كانت تتساقط من حولي اوراق ما تبقَّى من أشجار الشارع إياه وكأنها تبكي النادي … في هدوء تام اختفي النادي ..وفي هدوء تام رحلت “السفينة” الجميلة من غير رجعة .. رحلتْ لتلبى نداء الجشع .. بينما كانت صرخاتي تملأ المكان الهادئ صمتا و..ضجيجاً . رحل هدوء السفينة مع صدإ المكان الموغل في بطن بناية المدينة الزرقاء. أول ما كنا نفكر به ونحن ننظر الى واجهته الخلفية ، سفينة راسية تستعد للانطلاق لتمخر عباب الماء.. واليوم لاشيء يوحي بذلك بتاتا بعد توسيع قاعدة بنايته ولو ببضعة أمتار ..فقد المكان كل المقاييس الأصلية…لم يعد المكان يعكس ذاك النمط المعماري الفريد الذي اختص به. وكأن الزمن هناك متوقف، لا شيء يوحي بأن هناك حياة تنبض في ذاك الشارع المقفر ، كما كان الوضع من قبل..لا شيء بتاتا يدل على أنك قد تصادف في ذلك الفراغ الرهيب مكانا كان يُسمى ” الكلوب” ! شاهدت المكان عن قرب..تحسست حكايات الزمن الغابر لديه …أطلقت العنان لاصابعي لألامس جدرانه الجديدة ….لامست الوهم بمجرد اقترابي أكثر للمكان ، انهار سقف الحلم الحقيقى لديَّ … لا الوان لا زخرفات لا أحلام ….. الآن تحرر النادي الى عالم حزين ، مكفهر خالى الا من نفسيته المارقة … خلاصة الحكاية… لم يعد “الكلوب” كما عهدناه…اصبح يشبه أي مقهى آخر في المدينة… ولا يختلف (و لن يختلف مستقبلا ) عن مقهى “أيمن جِيت بارْك” بالحسيمة .. رحلت السفينة الى غير رجعة… إنها ليست البناية التي أعرفها، لقد انتهى ‘الكلوب' ولن يعود …تماما كما انتهت مدينة كان اسمها ذات عشق ” النَّاظَارْ”..