متابعة شكل البلاغ الذي أصدره القصر الملكي، صباح اليوم، ما اصطلح عليه “سابقة في تاريخ بلاغات القصر”، فهو أتى مختلفا من حيث المضمون على مختلف البلاغات التي يصدرها القصر الملكي بخصوص عيد العرش، التي يخلدها المغاربة في الثلاثين من شهر يوليوز من كل سنة، منذ العام 2000. بلاغ اليوم تحدث بلغة واضحة و مقتضبة، ومما جاء فيه على سبيل التذكير: “… تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الاحتفالات بالذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على عرش أسلافه المنعمين، ستتم وفق العادات والتقاليد الجاري بها العمل، وذلك على غرار السنوات السابقة. وبناء عليه، فإن مختلف المؤسسات والهيآت والفعاليات الوطنية مدعوة لتخليد هذه المناسبة السعيدة بطريقة عادية، ودون أي مظاهر إضافية أو خاصة”. من المؤكد أن بلاغ القصر يحمل أكثر من رسائل، و هو بلاغ غير مسبوق، و قرار اتخذ من أعلى سلطة في البلاد، و بحسب مصدر مقرب من القصر الملكي فالبلاغ يأتي بشكل استباقي، أي قبل شهر و نصف من حلول الذكرى العشرين لعيد العرش، هو بلاغ لتنبيه الولاة و العمال المسؤولين عن تدبير الشأن العام و المنتخبين، بعدم “الاجتهاد” في اتخاذ قرارات بإقامة حفلات باذخة تصرف فيها ملايين السنتيمات من الأموال العمومية لتخليد ذكرى عيد العرش، و لو أن عيد العرش لهذه السنة يحمل رمزية خاصة، بحلول ذكراه العشرين. الغاية أيضا من هذا القرار بحسب مصدرنا دائما، يتعلق بترشيد النفقات، “… فمن غير المنطقي أن نرى جماعات و مجالس منتخبة تجد صعوبة في توفير أدنى احتياجات المواطنين تصرف أموال كبيرة في الحفلات، فالأولوية يجب أن يبقى هي خدمة المواطنين أولا”، يضيف مصدرنا، و نفس الأمر سينعكس على المستوى الرسمي.