كشف نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أن الزعيم الصيني الشهير ماوتسي تونغ، مؤسس الجمهورية الصينية الشعبية، كان معجبا أشد الإعجاب بزعيم ثورة الريف المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي. وروى شعث، في محاضرة ألقاها بالرباط ، أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قصد الزعيم الصيني ماوتسي تونغ، ليستلهم منه حيلة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي؛ فقال تونغ، حسب ما روى نبيل شعث لعرفات الذي كان بمعيته: “كيف تطلبون مني نصيحة ولديكم مقاوم كبير مثل محمد عبد الكريم الخطابي؟”. من جهة ثانية، كشف نبيل شعث أنه حمل في زيارته الحالية إلى المغرب رسالة من الرئيس محمود عباس إلى الملك محمد السادس، كما التقى قادة الأحزاب السياسية المغربية، وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة. وتأتي تحركات مستشار الرئيس الفلسطيني في المغرب لحشد الدعم للقضية الفلسطينية قبيل انعقاد القمة العربية المزمع انعقادها في تونس، والتي يتخوف الفلسطينيون من أن يتمخض عنها دعم “صفقة القرن”، التي ترعاها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض حلفائها العرب؛ فيما عبر المغرب عن رفضه لها، وإن بشكل غير رسمي إلى حد الآن. وقال نبيل شعث: “نريد دعما من القمة العربية وقرارات بإنهاء التطبيع لنستطيع بناء وطننا، ونريد قرارات تترجم رفض ما يسمى بمخطط صفقة القرن، ونريد حماية مالية من الدول العربية، لأن الاحتلال الإسرائيلي سرق أموالنا والأمريكان أوقفوا الدعم الذي كانوا يقدمونه لنا”. حديث نبيل شعث أماط اللثام عن تراجع الدعم الذي كانت تحظى به القضية الفلسطينية لدى الأنظمة العربية، إذ قال إن “القادة العرب كانوا يأتون عندنا، عندما بدأت الانتفاضة في بداية ألفين، ويقولون لنا كم تريدون من المال؟”، مضيفا “فلسطين الآن تحتاج إلى حماية مالية من الأشقاء العرب”. كما دعا شعث، الذي تقلد عددا من المناصب الوزارية، ومنها وزير الخارجية، الدول العربية إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مقاطعة نهائية، مضيفا أن القضية الفلسطينية لا تعني الفلسطينيين وحدهم، بل تعني باقي دول المنطقة؛ “لأن الكيان العنصري الاستطياني يهددنا جميعا، ولا يهدد فلسطين فقط”. وبدا شعث متفائلا بشأن تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، قائلا “كنا مليونا ونصف مليون في عام ثمانية وأربعين، وحاليا نحن ستة ملايين ونصف المليون، والفلسطينيون الذين تهجير هم كانوا مليونا ونصف مليون، واليوم عددهم ستة ملايين ونصف المليون. في عُرف التاريخ الاستيطاني ليست هناك قوة تستطيع أن تجثث شعبا أصليا من أرضه”.