مباشرة بعد صدور الأحكام النهائية في حق قيادات ونشطاء الحراك بالريف، وبمجرد وصوله إلى منزله بالحسيمة الكائن بحي "باريو بريرو"، بعد حضوره ليلة أمس لمحاكمةابنه ورفاقه القابعين في سجن عكاشة بالبيضاء، وفي حوار مع والد ناصر الزفزافي من داخل بيت الزفزافي الذي كان يبث من خلاله التسجيلات المباشرة أثناء حراك الريف. وفي جوابه عن كيف تلقى خبر الأحكام الصادرة في حق إبنه ناصر ورفقائه المعتقلين، قال أحمد الزفزافي الأب بوجه شاحب: "بمجرد ما صدرت أحكام في حق المعتقلين بحراك الريف ليس نحن من صدمنا بالخبر فقط، بل الشعب المغربي بأكمله وأنا أحييه وأرفع له القبعة، خصوصا بعد تضامنه معنا من خلال الخروج في وقفات ومسيرات في مدن مختلفة، وأنا من هذا المنبر أحييهم عاليا". وأضاف والد قائد حراك الريف: "هذه الأحكام التي صدرت لم نفهمها، هل هي بسبب الإحراق أم القتل أم الكسر"، وقال بنبرة تعجب:" بدليل أنه أزيد من 7 أشهر من الخرجات والمسيرات الإحتجاجية التي كانت كلها سلمية، حيث لم يكسروا أو يحرقوا ولم تزهق قطرة دم أو شغب حدث، إلى غاية تدخل القوات العمومية". الزفزافي وجه رسالة مشفرة للمسؤولين وخاصة الذين كانوا يترأسون جلسة محاكمات المعتقلين بالقول: "نحن لدينا شهداء وخرجنا بمسيرة سلمية وحولتموها إلى كلمة سر، حيث تمت إدانة ناصر ومن معه، وأتيتم بشهود من ذوي السوابق العدلية، من مغتصبي الأطفال وغيرهم واعتمدتم على شهاداتهم كأنها حقيقية يأخذ بها"، وتابع متأسفا وطارحا أسئلة: لماذا هذه الأحكام القاسية، هل هي انتقاما من هؤلاء الشباب الذين خرجوا للشوارع أم هي انتقام من المنطقة؟!". واستغرب الزفزافي المحاكمات التي طالت النشطاء، معتبرا أنها كانت تخص الريف على إعتبار أنه هو المستهدف ومن كان يحاكم، وقال:"أثناء المحاكمات تاريخ الريف هو من كان يحاكم، صناع الملاحم بالريف هم من يحاكمون"، قبل أن يضيف بإستغراب وحسرة: "حتى من قتلوا شهيد لقمة العيش محسن فكري عن سبق الإصرار والترصد حوكموا بستة أشهر، على عكس النشطاء الذين لم يقتلوا ولم يحرقوا تم إصدار هذه الأحكام القاسية في حقهم.. هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". وعن وضعية المعتقلين بعد الإعلان عن الحكم الصادر في حقه والذي وصل إلى حد 20 سنة سجنا نافذا، يقول والد قائد الحراك الزفزافي: "فوجئت بالنشطاء في المعتقل بسجن عكاشة، حيث كلهم بمعنويات عالية وكلهم ينكتون بالأحكام التي صدرت في حقهم..وهذا استخفافا منهم لأنهم أمنوا بما اعتقلوا من أجله، لكن من أصدروا هذه الأحكام إن كانت لديهم ضمائر أعتقد أن ضمائرهم ستوبخهم!". وتابع:"لا نعرف مصير هذه الأحكام هل ستخفض أم سترتفع، لكن ما نؤمن به ونتشبث به دائما هو الأمل ولولاه هذا لانتحرنا، ونسأل الله أن لا يتحول هذا إلى ألم أكثر من الذي نعيشه الآن" يقول أحمد الزفزافي، موجها نداء للمسؤولين بالقول: "انظروا إلى من يحب الوطن لا لمن يكرهه ويريد له الفتن، الشعب المغربي معنا ومع النشطاء ومع من هو على حق.. لكن هناك من يريد تسييس هذه القضية ويريد تحويلها إلى قضية إنفصال". الزفزافي الوالد اختتم حديثه بالقول: "الأحرار والحرائر استقبلوا الأحكام بسخرية وبزغاريد وهذا له دلالات فاقرؤوها جيدا".