حالة استنفار أمني غير مسبوقة شهدتها أروقة ومحيط محكمة الاستئناف بمراكش بالتزامن مع التحقيق التفصيلي الذي أجراه قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة بالمحكمة ذاتها مع المعتقلين ال28 على خلفية الهجوم المسلح على مقهى "لاكريم" شهر نونبر الماضي، والذي خلف مقتل طبيب شاب وإصابة اثنين آخرين. ورافق "كومندو" أمني مكون من عناصر أمنية خاصة وعناصر من الدرك الملكي المعتقلين من سجن لوداية ضواحي مراكش إلى مقر محكمة الإستئناف بالمدينة، حيث استغرق التحقيق مع الموقوفين حوالي ثماني ساعات، وتحديدا من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة السادسة مساء اليوم نفسه. وكشفت مصادر قريبة من التحقيقات التي أجراها قاضي التحقيق يوسف الزيتوني مع المعتقلين، وضمنهم منفذا الهجوم الحاملان للجنسية الهولاندية، وكذلك صاحب مقهى "لاكريم" الملياردير الريفي مصطفى الفشتالي وشقيقه، أن بعضهم ينتمون إلى شبكات دولية للاتجار في المخدرات وتبييض الأموال والابتزاز في عدد من الدول الأوروبية والمغرب. وبحسب المصادر ذاتها، فإن التنسيق الاستعلاماتي والقضائي بين المغرب وهولاندا، كشف أن بعض الموقوفين على خلفية الهجو المسلح على مقهى "لاكريم" بمراكش، كان بدوافع انتقامية بين أفراد شبكات دولية تنشط في مجال المخدرات على الصعيد الدولي وغسيل الأموال، فضلا عن أن بعضهم سبق أن تورطوا في قضايا اختطاف واحتجاز رهائن والمطالبة بفدية مالية، إضافة إلى تورط أحد الموقوفين بمراكش في قضية سرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد تم تسجيلها من طرف الأمن الهولاندي خلال شهر مارس 2016، ولم يتم إيقاف مرتكبها.