[email protected] إن إحترامي لطاقم ” جريدة الريف المغربية ” و إقتناعي بمهنية خطها التحريري شجعني كثيرا على إنتقاد جززء مما قرأته على صفحاتها في عددها الأخير ” الثقافات الجديدةبالناظور “ شخصيا أحترم الزميل رمسيس بولعيون صاحب ملف العدد و معجب بجرأته في الخوض في مواضيع آنية و التي تخص الشباب ، و لا أبدي أي ملاحظات على ما جاء به في الحركات الشبابية الجديدة ، و مناقشته لأنماط الموسيقى و اللباس الذي بدأ يلتجأ إليها شباب العصر ، كلها أمور تعكس حقيقة ما يفضله شباب القرن الواحد و العشرين لكن ما إستفزني حقا في كل هذا هو حوار أجرته الجريدة مع فتاة شابة تلقب نفسها ب ” الوردة السوداء ” الناظورية تدعي إنتماءها لما يصطلح عليه ” الكوتيك “ الكوتيك هو مصطلح يطلق على نوع معين من الأشخاص تستجيب فيهم بعض الشروطgothique الشكلية ، فهؤلاء معروف عليهم بحبهم للموسيقى الساخبة ” الميتال ” ” الهارد ” يحبون اللون الأسود حيث يلبسونه و يصبغون به أظافرهم و شفافهم و عيونهم ، يعلقون أشياء فولاذية في ألسنتهم ، شفافهم ، حجبانهم ، أنيافهم ، و في مناطق حساسة من أجسادهم ، من مميزاتهم الإستهلاك المفرط للمخدرات ، حبهم العيش في أماكن قذرة ، يكرهون الحياة ، و غالبية هؤلاء يختمون مسار حياتهم بالإنتحار إذن هذه نبذة موجزة حول ” الكوتيك ” حيث إلتقت الجريدة أحد أفرادها بالناظور و هي الفتاة الناظورية الوحيدة التي تتبع هذا ” الستايل ” من الحياة و أعطيت لها الفرصة بالحديث عن إنتماءها في صفحة كاملة ، لم تتحدث ” الوردة السوداء ” عن أهداف هذا الإنتماء و مصيره ، لكنها أطلقت لسانها لتهجم علينا كسكان مدينة الناظور بالقول حرفيا ” بنادم مرييض ، إنسان سطحي ، إنسان متخلف ، إنسان قديم و زيد و زيد ” هذا ما قالته بالحرف عنا سوى باعتبارنا نرفض سلوكات شاذة يأتي بها أشخاص مختلفون وربما مختلون شعرت و أنا أقرأ هذا الحوار بالإستفزاز من قبلها من جهة و الإستهتار بالقراء من طرف الجريدة من جهة أخرى ، فجريدة ” المثقفين ” كما أحب مناداتها عوض أن تخصص صفحاتها للمثقفين و المبدعين من أبناء المنطقة ، نراها تسقط في فخ جرائد التشهير ، إذا كانت هذه الفتاة هي الوحيدة بالناظور من هذا الصنف ، فلسنا محتاجين للتعرف إلى ثقافتها . سأقربكم أكثر من هذه الفتاة حسب ما تروج له عن نفسها في مواقع التواصل إجتماعي عبر الأنترنيت ، فهي تدعى ( م ) في العشرين من سنها ، لا تربطها بالناظور التي تتهم سكانها بالتخلف من صلة سوى مقر سكناها و الجامعة التي تتعلم فيها ، فهي مدينة أخرى ، تقول عن نفسها أنها وردة سوداء و بتفكير أسود ، تحب الإختلاف ، دينها تقول عبر الجريدة أنها مسلمة و عبر الأنترنيت شيء ” آخر ” ماهو الله أعلم ، هي فتاة تحمل في حجبها و أنفها و شفتها أشياء فولاذية ، ترسم عينيها بالأسود كما لو أنها في حفلة تنكرية ، تلبس في كل صورها الأسود ، و تصبغ أظافرها بالأسود ، تنتمي عبر الأنترنيت لمجموعات الإختلاف ، و الأغرب في كل هذا أنها محتجبة!!!!!!! عمليا لا يمكنني شخصيا إحترامها ، لأنها لم تحترم إنتمائي و إتهمت سكان مدينتي بالتخلف لذا لن أحترم سلوكاتها الشاذة كذلك ، وعلميا فهذه الفتاة مختلفة و خارج منظومة المجتمع ، فمثلا عندما نأخذ 10 أشخاص في كامل قواهم العقلية و وضعنا معهم شخص آخر مختل عقليا فهذا الأخير يعتبر غير عادي و مختلف بالنسبة للآخرين ، نفس الشيء يطبق على هذه الفتاة ، فهي مختلفة و لننتنظر بجد في سلوكاتها و لتبتعد عن غرورها بالإتهامات المجانية حيث تؤكد أن كل ما تريده من الحياة وصلت إليه و وجدته في إنتماءها للكوتيك و أنصح زميلي رمسيس الذي أنا واثق أن تفكيره يفوق بكثير الخوض في مثل هذه الأمورو إعطاء المجالات لأشخاص يمكنه تغيير سلوك المجتمع من السيء للأحسن و ليس العكس . و بدون نفاق و لا مناورات ، أتقدم للجريدة بهذا الحوار المباشر و أعبر عن رأيي المتواضع في المواد التي تقدمها لنا ، و ما إنتقادي هذا إلا تعبير عن تقدير أكنه لطاقم الجريدة و لا أرضى لها بالإنزلاقات الغير مقصودة طبعا لتبقى حقا الجريدة التي تجمع أكبر عدد من الأقلام المثقفة