جماعة البركانيين من بين الجماعات التي ظهرت للوجود سنة 1997 .وهي الآن تعيش الفترة الجماعية الثالثة من عمر الديمقراطية المحلية وتقع شرق مدينة الناضور وتتوسط بلدية رأس الماء وجماعة اركمان ورغم قربها من المركزين السابقين تضم ضمن حدودها الترابية تجمعات سكانية مهمة ونذكر على سبيل المثال بويجرة. زعلوق. الفدان الطويل .بوجطوي . اهرويلن...11 دائرة انتخابية. لكنها تبقى مبتعدة عن التنمية بمئات السنين وما تزال هذه الجماعة قابعة في ظلام دامس تنتظر من ينقذها منه.إذا كان المشرع المغربي ولحكمه بالغة الأهمية تتجلى في تقريب الإدارة من المواطنين قرر إحداث الجماعات المحلية مع ما جاء به الدستور الأخير من تقدم فيما يخص الجهة ،هذه الجماعات التي عهد إليها أمر تسيير الأمور الجماعية وما يحتاجه السكان من خدمات متعددة وهذا ما نص عليه القانون 00-78 المتعلق بالميثاق الجماعي. إذا كانت الجماعة المحلية هي الإطار الحقيقي الذي يجب أن تتظافر فيه الجهود من اجل النهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي للسكان فان جماعة البركانيين لا صلة لها بهذا العالم .. وكل من زار هذه الجماعة يشعر بقشعريرة من تلك التي يوحى بها في أفلام الكوبوي في الصحاري ، فأول ما تلاحظه هو إطلال قديمة وبعض المقاهي المتواضعة جدا والتي لا تفتح إلا ليلا . إن الجماعة تعاني من عدة نواقص منها انعدام أي بنية تحتية تشجع المواطنين على الاستقرار فيها فلا تأهيل المركز تيخوباي من الناحية التصميم التاهيلي الذي يعتبر باب الجماعة . ولا بريد ولا فتح مستوصف الذي بنى منذ أزيد من 6 سنوات . فكأنما الجماعة قابعة فوق السطح والهواء . ليس هناك مجلس قروي بالمفهوم التقني الذي يستطيع أن يقرا حرفا واحدا أو أن يكتب، أن يسير جماعة ولا الواقع ولا الأخلاق ولا الغيرة على الوطن تبيح للامي أن يضطلع بتدبير الأمور لانه ناقص الأهلية .. وناقص الأهلية يحرم عليه تدبير أموره الشخصية التي تعود له وبالأحرى أن يتولى تدبير أمور غيره. نعم لقد تم إيصال أنبوب الماء الصالح للشرب إلى موضع الجماعة والمداشير التابع إليه لكن إذا عرفنا بان هذا الموضع كان الماء يتواجد فيه منذ ما يزيد على الأربعين سنة .. وهي سنة حميدة كانت عند الجماعة وخاصة جمعية الخير لمستهلكي الماء التي تشرف عنها بتشارك مع الجماعة ووزارة التجهيز التي مولت جزءا مهما من المشروع . من خلال مسيرة الجماعة إلى حد الآن لم نسمع بان مسيرها أو طاقم تسييرها تقدم أمام الجماعة المعنية بملفات من اجل النهوض بالجماعة .. وخلق نواة لتنمية مداخيل الجماعة لحيثية وحيدة هي عقم هذا الطاقم الجديد –القديم كما أننا لم نسمع قط بان النائب البرلماني الذي يمثل الدائرة المتواجدة فيها الجماعة قد طرح مسالة ما تهم السكان والجماعة . مما خلق نوعا من الاستياء في الأيام الأخيرة في نفوس المواطنين .. الذين لاحول لهم ولا قوة .. بما يجعل البعض منهم يفقد كل ثقته في المترشحين ويدخل مراهنات لاداعي لذكرها وهو اخطر ما يهدد الديمقراطية المحلية . من خلال ما سبق يتضح بان لأمور ستزداد سوءا اذا لم يقم مواطنو الجماعة بفعل ايجابي لتصحيح المسار فمن العار ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين وفي الوقت الذي قطعت المجتمعات ومن بينها المغرب أشواطا مهمة في الرقي بمستوى الإنسان أن تعتمد على مجلس ليجلب إلا الهم والغم .