الحلقة العاشرة والأخيرة ها قد جاء الفرج... إنها الحلقة العاشرة والأخيرة وما وجدت يوما صعوبة في الكتابة كما هو الحال في هذا اليوم، بالرغم من أنني أكتب عن يوم انتظرته ما يزيد عن شهرين و أسبوع. انه يوم الثلاثاء موعد جلسة الاستئناف حضرت إلى المحكمة وأنا مقتنع تماما أن هذا اليوم هو يوم الفرج، حضرت مع ما يزيد عن أربعين سجينا بمختلف التهم، بدأ القاضي في استدعاء سجين تلو الآخر حتى بقيت الأخير واعتقدت حينها انه لن يتم استدعائي وأنني سأعود إلى السجن مرة أخرى. ولم افهم ما سبب ذلك إلا بعد الانتهاء من الجلسة ليخبرني والدي بما حدث، وقد رأيت أنه لا داعي لذكر ما حصل وإلا سيكون على وزير العدل إرسال لجنة من وزارته للتحقيق فيما حدث.المهم وقفت أمام هيئة المحكمة وكان الجو داخل القاعة مختلفا تماما عن باقي الجلسات، حيث كانت القاعة شبه فارغة ، ليأخذ الكلمة رئيس الجلسة وأول ما سألني عنه هو مستواي الدراسي حيث قال لي أنت حاصل على الإجازة في شعبة القانون الخاص قلت : نعم قال : من أي جامعة قلت : جامعة محمد الأول بوجدة ،فقال لي : تفضل اروي لنا ما حدث، أخذت الكلمة فبدأت أشرح حيثيات ما وقع بالضبط بكل ثقة وشجاعة وهيئة المحكمة تستمع إلي دون أن يقاطعني أحد، حتى انتهيت من كلامي ليسأل رئيس الجلسة مستشاريه إن كان لهم ما يسألونني عنه، لكنهم كانوا يلوحون فقط برؤوسهم مستعملين إشارة لا أي ليس هناك ما يسألونني عنه، خاصة ممثل النيابة العامة الذي لم ينطق ولو بكلمة واحدة طوال مدة الجلسة وهو المعروف بكونه مدافعا عن الحق العام، لماذا لأن الجميع كان مقتنعا تماما ببراءتي. ثم جاء دور المحامي ليأخذ الكلمة بعدما شكر الجميع فقال : سيدي القاضي أريد أن أقول لكم أن قضية موكلي تذكرني بعنوان لكتاب اسمه ” تنبيه الغافلين” للسمرقندي واسمحولي سيدي القاضي بأن أقول لكم أن موكلي كان مغفلا وإلا ما كان ليحصل له ما حصل ولذا عليه أن ينتبه سيدي القاضي لكل فعل إجرامي ركنيين ركن مادي والآخر معنوي، ولن أطيل في الأول ولكن سأشرح الثاني ، فأهم ما في الركن المعنوي النية الإجرامية فهل كان لموكلي سيدي الرئيس نية إجرامية فيما حدث؟ أعتقد لا ، بل هل يبدو لكم هذا الوجه وجه إجرام..؟ لم ينتهي بعد كلام المحامي لكن أكتفى بهذه الكلمات التي كانت حقيقة رائعة ومؤثرة لن أقول أنها ساهمت في الإفراج عني لأنني عدت أفهم جيدا عمل القضاء لكنها أثلجت صدري لفصاحتها وبلاغتها... هكذا تنتهي جلسة الاستئناف وعلي أن أعود مرة أخرى إلى السجن المحلي في انتظار “مداولة أخر جلسة”. رجعت إلى السجن وحيدا داخل سيارة الشرطة وكانت المرة الأولى التي أتخلص فيها من كثرة الازدحام لأصل إلى السجن وأذهب مباشرة إلى الغرفة لأنتظر اتصال والدي. ليتصل بي فعلا بعد ساعة من عودتي ليبشرني بالفرج وكانت الساعة حوالي الثالثة زوالا. وأول ما فعلته هو أن سجدت لله سجود الشكر، فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى...ومع تلك المساطر والإجراءات فإنني لم أتمكن من الخروج ولم تفتح تلك الباب إلا حوالي الساعة الثامنة ليلا بمعنى ما يزيد عن ست ساعات من الانتظار.لكن لا بأس فقد انتظرت شهرين وأسبوع فلماذا لا انتظر ستة ساعات أخرى. ألم أقل لكم ذات مرة ما أسهل الدخول إلى السجن لكن ما أصعب الخروج منه مساطر وإجراءات و.....شكرا لكم قراء اريفينو إلى اللقاء رابط الحلقة الاولى رابط الحلقة الثانية رابط الحلقة الثالثة رابط الحلقة الربعة رابط الحلقة الخامسة رابط الحلقة السادسة رابط الحلقة السابعة رابط الحلقة الثامنة رابط الحلقة التاسعة