مرة أخرى عاد معتقلو حراك الريف للتلويح بمعركة الأمعاء الفارغة من أجل إطلاق سراحهم. المعتقلون، وحسب ما أكدت عائلاتهم ومحاموهم، تفاعلوا مع كل المبادرات التي قادها فاعلون في المجتمع المدني بغية إيجاد حل لقضية المعتقلين ولأزمة الريف، غير أن «توالي الاعتقالات وصدور أحكام قاسية في حق بعض معتقلي الحراك، شوش على حسن نية المبادرات»، وفق ما عبر عنه عبداللطيف الأبلق، أخ المعتقل ربيع الأبلق، الذي سبق أن خاض عدة إضرابات عن الطعام آخرها الإضراب الذي دام 40 يوما، والذي سيمثل الثلاثاء المقبل رفقة معتقلين آخرين أمام المحكمة بعد أن أعلن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام. ربيع الأبلق أكثر المعتقلين إصرارا على خوض معركة الأمعاء الفارغة رغم أنه لازال بمصحة السجن، ولازال يعاني تبعات إضرابه الأول. ففي الوقت الذي لازالت فيه عملية التنسيق بين العائلات وباقي المعتقلين جارية، من أجل الإعداد لإضراب جماعي عن الطعام، بادر ربيع يوم الجمعة وأعلن ذلك في كلمة له نشرتها العائلة: «أعرف أن وضعي الصحي لا يسمح لي بخوض هذه المعركة مجددا، غير أني سأخاطر، فكرامتي وكرامة إخوتي فوق كل اعتبار.. أعدوا كفنا، ثم ابدؤوا العد». وفي معرض كلمته بدا ربيع، الذي تدخل العديد من الفاعلين في المجتمع المدني من بينهم صلاح الوديع ومحمد النشناش ومحامون من أجل إيقاف إضرابه الأول عن الطعام، مستاءً من عدم فعالية تلك المبادرات وعدم تجاوب السلطات معها قائلا: «الموت أهون من العيش وسط أناس لا يحترمون وعودهم..». وفي تعليقه على دخول أخيه مجددا في إضراب عن الطعام قال عبد اللطيف الأبلق : «يعجز اللسان عن قول شيء عن حالتنا كعائلة ونتمنى أن يُطوى هذا الملف نهائيا، فلسنا وحدنا من يتضرر منه، بل الوطن كله يتضرر»، متمنيا «أن تعود الأمور كما كانت، رغم أنه من الصعب أن تعود إلى سابق عهدها»، وأضاف أن كل من محمد جلول ومحسن أتاري ونبيل أحمجيق الذين يتشاركون مع ربيع الأبلق مصحة السجن يعتزمون الدخول في الإضراب، ومن المحتمل أن يلتحق المعتقلون الموجودون بجناح الزفزافي بالإضراب هم أيضا، يقول الأبلق. غير أن ناصر الزفزافي قائد حراك الريف، ونقلا عن والده أحمد الزفزافي، ، لم ينخرط في الإضراب عن الطعام»، رغم استمرار وجوده بزنزانة انفرادية لحد الآن، حسب ما صرح به الأب، الذي قال إن ابنه لا يستفيد من الفسحة إلا بعد أن يعود جميع السجناء لزنازينهم ثم يخرج لوحده، متسائلا: «نحن كعائلة لا نفهم لماذا هذا العزل لناصر؟». وفي آخر لقاء جمع ناصر بوالده يوم الأربعاء أبلغ ناصر والده أنه لن يدخل في أي إضراب قائلا: «أنا أنتظر المحاكمة بفارغ الصبر ولديّ الكثير ما سأدلي به». مراد الزفزافي، ابن عم ناصر الزفزافي المعتقل ضمن المجموعة الأولى، التي ضمت 32 معتقلا، سبق له أن أعلن هو الآخر دخوله في إضراب عن الطعام، قبل أن يصل خبر تعليقه للإضراب، وذلك بعد أن استجابت الإدارة لمطالبه المتمثلة في تغيير الزنزانة والالتحاق بباقي المعتقلين من الحسيمة، وحسب المحامي عبدالمجيد أزرياح، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بالحسيمة، فإن مراد الزفزافي تم الحكم عليه استئنافيا بالحسيمة بسبعة أشهر سجنا نافذا وتم ترحيله لسجن «راس الما» بفاس.