لم تؤثر الاحتجاجات التي كانت مدينة الحسيمة مسرحاً لها في الأشهر الماضية على وتيرة توافد السياح بشكل كبير عليها، على الأقل منذ بداية السنة إلى حدود شهر ماي، إذ تشير إحصائيات رسمية لوزارة السياحة إلى ارتفاع ليالي المبيت بنسبة 6 في المائة بهذه المدينة التي تشتهر بشواطئها الجميلة. وفي عز الحراك الذي اندلع في الريف، منذ أكتوبر العام الماضي، كان تأثير الاحتجاجات على الموسم السياحي الذي ينتعش مع بداية فصل الصيف يقلق عدداً من المتتبعين. وبرزت أصوات تدعو إلى وقف المظاهرات لكي لا تتضرر الحركة الاقتصادية شهري يوليوز وغشت. وتفيد الأرقام التي صدرت عن مندوبية وزارة السياحة بالحسيمة، هذا الأسبوع، بأن المؤسسات السياحية المصنفة بالمدينة سجلت 18154 ليلة مبيت سياحية بين شهري يناير وماي الماضيين، مقابل 17186 ليلة في الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما يعادل نموا بنسبة 6 في المائة. وقال مسؤول بأحد الفنادق المصنفة بمدينة الحسيمة، لهسبريس، إن هذه الفترة تعرف توافداً متوسطاً للسياح الذين يزورون المناطق السياحية بالمدينة، وزاد: "كما يلجأ الوافدون على المدينة مع بداية شهر ماي إلى الشواطئ التي تتوفر عليها المنطقة، والتي تشتهر بها على المستوى الوطني". ويلاحظ من خلال أرقام مندوبية السياحة أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا الحسيمة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بلغ 3110 سياح، مسجلين بذلك انخفاضاً ب19 في المائة؛ بينما بلغ عدد السياح الوطنيين 15 ألفا و44 سائحاً، مقابل 13 ألفا و360 سائحا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أي ما يعادل نمواً بنسبة 13 في المائة. وكان الإسبان في مقدمة السياح الأجانب من حيث عدد ليالي المبيت التي قضوها بالمؤسسات الفندقية المصنفة بإقليم الحسيمة، بمعدل 868 ليلة، ثم الفرنسيون ب561 ليلة، والهولنديون ب481 ليلة، ثم البلجيكيون ب237 ليلة. وحسب مصدر من مندوبية السياحة بالحسيمة فإن المدينة تعرف توافداً للمغاربة أكثر من الأجانب، خصوصاً شهري يوليوز وغشت، وتزامناً مع رجوع الجالية المقيمة بالخارج. كما يفد على المدينة، حسب المصدر نفسه، سياح من مختلف المدن المغربية الأخرى، بعد زيارتهم للمدن الشمالية الأخرى، مارتيل وتطوان وطنجة والسعيدية. وعرفت الطاقة الإيوائية لفنادق الحسيمة في السنوات الست الماضية نمواً بنسبة 143 في المائة. وكانت 73 في المائة من الطاقة الإيوائية الإضافية عبارة عن أسرة في الفنادق المصنفة ضمن أربع نجوم، ما واكبه ارتفاع في ليالي المبيت السياحية المسجلة خلال هذه الفترة، بمعدل 16 في المائة. وفي شهر يوليوز المنصرم، حل أكثر من 20 مسؤول وكالة أسفار بمدينة الحسيمة للوقوف على المؤهلات السياحية بالمنطقة، بهدف إطلاق عروض استعجالية من شأنها المساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، وذلك في إطار تحرك حكومي يشمل جميع المجالات. وتتوفر الحسيمة على طاقة استيعابية تصل إلى ألف سرير في مختلف المؤسسات الفندقية، وهو رقم يبقى متواضعاً مقارنة مع طموحات إنعاش السياحة المحلية لخلق فرص شغل لشباب المنطقة، وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي طوال شهور السنة. ورغم إشارة مندوبية السياحة إلى اشتغال سبع وكالات أسفار بالحسيمة، إلا أن هذا الرقم يبقى ضعيفاً، فحسب مسؤول بمؤسسة فندقية مصنفة فإن الوكالات من خارج الحسيمة هي التي تشتغل أكثر، خصوصاً في الرباطوالدارالبيضاء وفاس. ولم تعرف مدينة الحسيمة منذ خطاب العرش في 20 يوليوز أي احتجاجات تذكر، إلا في المناطق المجاورة. ويترقب الكثيرون الخطاب الملكي المرتقب غداً الأحد بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، والذي قد يحمل قرارات تتعلق بمعتقلي الحراك المتواجدين في الدارالبيضاء.