قال وزير الخارجية السابق "محمد بنعيسى" أمس الأربعاء في كلمته ضمن ندوة "الشعبوية والخطاب الغربي حول الحكامة الديمقراطية"،المنظمة على هامش منتدى أصيلة ال 39 الذي يترأسه أن الشعبوية لم تعد مجرد أفكار مبعثرة، خارجة عن الانسياق الفكري المعروف، تتساكن وتتعايش مع الآراء المخالفة لها في المجتمع الواحد، بل إنها تسعى إلى اقتحام معاقل السلطة، وادعاء القدرة على تنظيم مغاير للمجتمع. وأضاف بن عيسى قائلا : "في هذا السياق، أتساءل معكم: ضمن أية خانة فكرية وسياسية نصنف تجارب الاحتجاج أو الحراك الذي عرفته بعض المجتمعات العربية والأفريقية والأوروبية؟ هل هو مجرد مطلب ملح لتحقيق العدالة الاجتماعية ورد الاعتبار والكرامة للمواطن بإشراكه في تدبير أموره؟ أم تقف خلفيات وأجندات سياسية يجهلها المحتجون أنفسهم؟". وأضاف وزير الخارجية الأسبق قائلا : "يخطأ الغرب في تشخيص وتقييم الأوضاع فيها، حينما يطالب بتطبيق معاييره في التعاطي مع النزعات الشعبوية التي تحركها الأمية والغرائز والعنف الأعمى، وهذا ما حدث فيما سمي ب(الربيع العربي)، وهنا أود الإشارة إلى سمات خطيرة لا شك أنها اندست في صفوف الحراك الشعبوي في مجتمعات عربية، تتجلى في استقواء الحراك بالخارج ما يدفعه إلى التصلب في المواقف، بل الأخطر أن ذلك يشجعه على الاقتراب من المنظمات المتطرفة، فيسقط دون أن يدري في قفص الإرهاب المدمر" في إشارة لحراك الريف.