اريفينو :تقرير الطيب خوجة كامير جيلالي خالدي في سياق التوجهات التي استندت عليها الأرضية التأسيسية للمركز المغربي لتنمية الريف الكبير نظم هذا الأخير مائدة مستديرة حول : "الريف و سؤال التنمية- أي مقاربة لأي إصلاح" شكلت حلقة للنقاش و التفكير الجماعي بمشاركة باحثين و فعاليات مدنية و إعلامية و حقوقية بالإضافة إلى مهتمين بمجال المقاولة و الاستثمار. و يأتي تنظيم هذا اللقاء لملامسة وجهات نظر متباينة و مختلفة في واقع اللحظة الراهنة بالريف على ضوء المتغيرات و التحولات العميقة التي تعرفها المنطقة لاسيما منذ بداية الحراك الشعبي. هذا وبعد كلمة منشط المائدة المستديرة عضو المكتب التنفيذي للمركز الأستاذ خالد بنحمان ذكر فيها بالسياق العام لهذه المبادرة تناول الكلمة رئيس المركز السيد أسامة بلكنش رحب فيها بالمدعوين مشيرا بتفصيل إلى ما جاء في الأرضية التوجيهية للمائدة المستديرة والتي تضمنت إشارات مهمة حول طبيعة التحول العميق في بنية المطالب الاجتماعية بالريف على ضوء الفشل في تنزيل السياسات العمومية طيلة عقود من الزمن من مظاهرها غياب تكافؤ الفرص و العدالة الاجتماعية منبها إلى أن العملية التنموية هي مقاربة شاملة و مندمجة لا تقبل التجزيء. وإستمع المشاركون لثلاث مداخلات إفتتاحية أطرها كل من الباحثة والفاعلة المدنية أسماء لمسيردي و الأستاذ عبد الصمد بلقايد متخصص و إطار في مجال التدبير الترابي و الباحث طارق البوعيادي الفاعل الإعلامي والحقوقي تناولت جوانب و قراءات من زوايا مختلفة لواقع الأزمة التي يمر منها مجال الريف في علاقته بالتراكم التاريخي و اختلالات التدبير المؤسساتي و كذا المقاربات التي تم اعتمادها على مستوى المنطقة بما أفرزته من سياقات و تداعيات انعكست على الوضع العام كما زادت من توسيع الهوة بين المواطن و مؤسسات الدولة كان من سماتها تراجع جاذبية المنطقة إقتصاديا و أنهكتها إجتماعيا. و قد تميز هذا الموعد بنقاش مستفيض و مداخلات أجمعت في مجملها على حساسية الوضعية الراهنة بما تتطلبه من ضرورة تجاوز لحظة الإحتقان و الغضب الشعبي برؤية تشاركية تتأسس على الإنصات و التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة و إعمال الحكامة و تعزيز البناء الديمقراطي و اعتماد تدابير ناجعة تعبر عن رغبة حقيقية لإيجاد مخرجات للأزمة الحالية بعيدا عن ردود الفعل المتشنجة و أكد المشاركون على أن المدخل الرئيس لكل عملية تنموية لن تجد لها أثرا أو مسارا صحيحا إلا بالإفراج الفوري عن المعتقلين و تصفية الأجواء لقيام حوار هادئ ينبني على مجموعة من الإجراءات الملموسة في مجالات التشغيل و الاقتصاد و تحفيز الاستثمار و توفير البنية الخدماتية من طرق و منشئات تعليمية و صحية و استبعاد كل المقاربات الأمنية التي ساهمت في ارتفاع منسوب الغضب و تركت انطباعا لا يحفز على الحوار و البحث في مكامن الأزمة. و في الختام تقدم السيد رئيس المركز بشكره الخالص للمشاركين على تفاعلهم الإيجابي مع موضوع المائدة المستديرة ونوه برقي نقاشاتهم التي عكست الحاجة الملحة لتحفيز ماهو فكري في إطار عمل جماعي هادف.