الداخلية تفتح مركزين لاستقبال المهاجرين القاصرين أحدهما بالناظور كلفتها أزيد من نصف المليار منير أبو المعالي وافقت وزارة الداخلية المغربية يوم الإثنين الماضي، على فتح مراكز جديدة لاستقبال المهاجرين القاصرين المطرودين من إسبانيا، بكل من مدينتي بني ملال والناظور. ووفق تصريح لوزيرة الدولة الإسبانية لشؤون الهجرة، كونسولو رومي، نقلته الصحف الإسبانية، فإن الحكومة الإسبانية سوف تفتح في وقت لاحق من هذا العام، بموافقة وزارة الداخلية المغربية، اثنين من مراكز الاستقبال في مدينتي بني ملال والناظور، لإيواء المهاجرين القاصرين غير المصحوبين الذين يصلون بشكل غير شرعي إلى إسبانيا. وبحسب المتحدثة ذاتها، التي أدلت بتصريحها عقب نهاية اجتماع مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية، أول أمس، بحضور خالد الزروالي العامل مدير الهجرة بوزارة الداخلية، وكاتب الدولة الاسباني في الأمن كاماتشو، فإن المركزين الجديدين من شأنهما استقبال المهاجرين القاصرين “بدون أوراق”، “الذين لم تتمكن السلطات من تحديد عائلاتهم أو أن الظروف لا تسمح بإعادتهم إلى أسرهم، وتوفير التدريب المناسب لهم بغرض المساهمة في التنمية الاقتصادية”• وكلف مشروع بناء هذين المركزين ما يقارب أربعة ملايير سنتيم، كانت حصة الحكومة الإسبانية منها 3.35 مليون أورو، بينما لم تتجاوز حصة المغرب 540 ألف أورو، على أن يكون الموظفون داخل هذين المركزين من الإسبان والمغاربة. وليس هذين المركزين الوحيدين بالمغرب، بل إن عددا من الحكومات المستقلة الإسبانية أنشأت أو تخطط لإنشاء مراكز في عدد من المدن المغربية الأخرى. وهكذا، أنشأت حكومة مدريد المستقلة مركزا لاستقبال المهاجرين الأحداث، في عمالة الفحص أنجرة مستهل الشهر الجاري. وباشرت تشييد مركز آخر في مدينة مراكش. ولدى مدريد والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي مركز آخر بمدينة طنجة. كما أن الحكومة الكاتالونية تملك عدة شقق بالمدينة نفسها تدير فيها مراكز استقبال للمهاجرين القاصرين. وتدرس حكومة جزر الخالدات بدورها، مشروعا لإنشاء مركز مشابه في مدينة أكادير. وكان المغرب قد وقع على اتفاقية مع حكومة الجارة الإسبانية في دجنبر 2003، بخصوص إعادة ترحيل القاصرين نحو المغرب، لكنها لم تدخل حيز التطبيق، وتم تجميد العمل بها، على إثر ردود الفعل والانتقادات القوية التي صاحبت توقيعها عقب الترحيل الفعلي الذي رافق أطوار الإعداد للاتفاقية، والذي كشف عن انتهاكات غير محدودة يتعرض لها القاصرون في نقط التجميع، وغياب إعمال المعايير الدولية في شأن معاملة القاصرين، عدا تجاهل الخيار الحقيقي لهؤلاء المتمثل في إرادة الاندماج الفعلي في سوق العمل بإسبانيا. وتحاول الحكومة الإسبانية، من خلال فتح مراكز الاستقبال هذه بالمغرب، تخفيف الوضع المتفاقم الذي تعيشه مراكز الإيواء المكتظة بإقليم الأندلس على وجه التحديد، التي تكاد تصاب بالشلل.