عقد بعمالة الناظور يوم الإثنين الماضي إجتماع ضم عددا من قواد المقاطعات و الجماعات القروية و الحضرية بالناظور مع رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الناظور، و ذلك لتدارس الطرق التي يمكن الإستعانة بها لمكافحة طوفان البناء العشوائي الذي يجتاح إقليمالناظور من أقصاه إلى أدناه… الإجتماع كسابقيه لم يخرج بأي قرارات مهمة عدا التشديد على الإستعانة بالمساطر القانونية، علما أن عمالة الناظور فشلت بشكل نهائي في مكافحة الظاهرة بل و أصبحت محط سخرية كما حدث الاحد الماضي ببوعرك حيث رافقت قوات الامن العمومي المسؤولين الترابيين بالمنطقة لهدم بناية حديثة فواجهتهم جموع مواطنين قبل أن تتراجع القوات و يستكمل صاحب البناء بناءه رغم ان الامر يتعلق بقطعة على الطريق المتوسطية و خاضعة لقانون تهيئة بحيرة مارتشيكا… عمالة الناظور التي تستعين حاليا بقرارات هدم رسمية تسلمها لأرباب المنازل قيد التشييد عشوائيا تواجه فورة غير مسبوقة تعززها شائعات غريبة إنتشرت بشكل مهول بين المواطنين كتلك التي تقول أن الملك محمد السادس منح فرصة 3 أشهر لكل من يريد البناء عشوائيا أو حتى تلك التي تقول أن ارباب عربات الخضر المجرورة و كل من يمارس تجارة الرصيف سيتم إحصائهم و منحهم رواتب شهرية في حدود 3000 درهم… و هي إشاعات ينشرها سماسرة البناء العشوائي أكبر المستفيدين من هذه الفوضى… أما الدولة و رغم أنها تتوفر على آليات دعاية ضخمة لم تسع حتى لتكذيب حتى هذه الشائعات مما زاد في تأكيدها لدى مواطنين بسطاء يصدقون اي شيئ يمكنه ان يفتح أبواب جديدة لهم فيضمون أيديهم لأيدي السماسرة و يبدؤون في البناء أينما كان و كيفما أتفق… الأخطر في الامر هو ما أكده مصدر مسؤول لاريفينو بأن المناطق الخاضعة لقانون تهيئة مارتشيكا قد تم إستباحتها على مستوى كل الجماعات بالبناء العشوائي و خاصة بمنطقة بوعرك و ان هذا سيؤدي و لا شك لعدم فاعلية مخطط التعمير قيد الإعداد لهذه المنطقة الشاسعة كما يهدد إمكانية إقامة المشاريع أصلا ما دامت المساحات المخصصة للمناطق السياحية و غيرها قد تغيرت خريطتها و اضحت مليئة ببؤر البناء القصديري و العشوائي… و هكذا و بسبب جشع سماسرة البناء و من والاهم و خاصة عددا من مسؤولي و أعوان السلطة الذين يكافحون البناء في اللقاءات و الإجتماعات ثم يجمعون الاتاوات من اصحابها ليلا بالملايين، فإن مشاريع مارتشيكا ميد التي ستكلف أكثر من 4 ملايير دولار و ينتظر أن تشغل أكثر من 80 ألف شخص و تكون مستقبل المنطقة الإقتصادي مهددة بشكل جدي بالتقزيم و الفشل…