فضحت إسبانيا، أخيرا، اختراق مبحوث عنه دوليا، يوصف ب»الخطير جدا»، المراقبة بميناء الناظور، قبل أيام، حينما تمكن، بعد 16 سنة من الاختفاء عن أعين الأجهزة الأمنية الدولية التي تلاحقه، من الوصول إلى ألميريا، جنوب إسبانيا، ضمن سفينة للرحلات الجماعية الصغيرة. ولم تكشف الشرطة الإسبانية عن هوية المعني بالأمر، الذي أعلنت اعتقاله، لكنها أوردت معطيات، تبرز أنه مجرم خطير جدا، مطلوب أمام العدالة البلجيكية عن طريق الشرطة الدولية «الأنتربول»، من أجل سلسلة جرائم، تضم عمليات قتل وسرقة بالعنف والتهريب والاتجار في المخدرات. وأوضحت الشرطة الإسبانية، أن البارون المختفي منذ 2001، محكوم ببلجيكا ب29 سنة و10 أشهر حبسا نافذا، من أجل تصفية رجل شرطة، وتهريب المخدرات وحيازة أسلحة حربية بدون سند قانوني والسرقة بالعنف والفرار من مؤسسة سجنية والسطو على خزائن بنوك ومؤسسات ائتمانية. وارتكبت تلك الجرائم، من قبل المبحوث عنه، وهو مغربي الجنسية، قبل حوالي 30 سنة، وتحديدا خلال الفترة من يوليوز 1993 ويناير 1994، بمناطق عدة في بروكسيل البلجيكية، منها خمس عمليات سطو مسلح على البنوك ومكاتب البريد وصناديق مقاولات بلجيكية، بمشاركة عناصر عصابة كان يتزعمها. وأكدت معطيات أجهزة الأمن الإسبانية، حول ملابسات اختفاء البارون، أنه دشنها بعملية فرار هوليودية من سجن «فيرفيي» البلجيكي، وأعقب ذلك بجريمة سرقة في أبريل 2001، تبادل فيها إطلاق النار مع الشرطة، ما أدى إلى وفاة عنصر أمني متأثرا بجروحه، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أثر، إلى أن تم إلقاء القبض عليه في ميناء ألميريا قادما ضمن سفينة لرحلات السفر تربط جنوب إسبانيا بميناء الناظور. وفي وقت لم تعرف فيه الظروف التي جعلت المبحوث عنه يفلت من المراقبة بالناظور، يبدو الأمر خللا معزولا، إذ تكشف إحصائيات رسمية، أن الجهود التي تبذلها مختلف المصالح الأمنية الوطنية في مجال التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، تعرف منذ السنة الماضية، قفزة نوعية، إذ شهدت 2016 إيقاف 120 مبحوثا عنهم على الصعيد الدولي بالمغرب مقابل 59 فقط خلال 2015. وعرفت السنة الماضية، أيضا، على صعيد التعاون الأمني الدولي، نشر المديرية العامة للأمن الوطني، 141 مذكرة بحث دولية بمثابة أمر بإلقاء القبض على مجرمين مطلوبين للمغرب، مقابل 75 فقط خلال 2015، علاوة على تنفيذ 77 إنابة قضائية دولية بالمغرب، والمشاركة في تنفيذ 27 إنابة قضائية دولية بالخارج.