غالباً ما يقترن فصل الشتاء بموسم الأنفلونزا القاسى ليشيع الرعب فى كثير من أنحاء العالم، ويلجأ الكثيرون في مثل هذه الحالات إلى المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، وقد اكتشف العلماء أن سبب انتشار الأنفلونزا في الشتاء بصورة أساسية، يرجع إلي أن الفيروس أكثر استقراراً وقدرة علي البقاء في الجو لمدة أطول عندما يكون الهواء بارداً وجافاً، مؤكدين أن الفيروس لديه قدرة أكبر علي الانتقال عبر الطرقات أكثر من الغرفة الدافئة. وأظهرت تجارب أجريت على البشر إمكانية إنتاج لقاح يحمي من كل أشكال الأنفلونزا على مدى الحياة، وقد يمكن اللقاح الذي انتجته شركة “أكامبيس” من الحماية من كل أصناف الأنفلونزا نوع ألف “A”، الذي يُعد السبب في اندلاع الوباء. وأشار الباحثون إلى أن هذا اللقاح الجديد سيساعد على تغيير اللقاحات المضادة للأنفلونزا بصفة دورية بسبب التغير المستمر للفيروس، كما يمكن تخزينه استعداداًَ لمواجهة اندلاع وباء أنفلونزا الطيور. وأوضحت التجارب التي أجريت في الولاياتالمتحدة أن اللقاح الجديد آمن وسريع المفعول، إذ يساعد الجسم على بناء مناعة ضد الأنفلونزا، حيث تبين أن تسعة من أصل عشرة تناولوا جرعتين من لقاح” ACAM-FLU-A ” تمكن أجسامهم من تنمية أجسام مضادة للفيروس المتسبب في الأنفلونزا، مؤكدين أن علماء مختبر أكامبيس يعملون على تحسين صيغة اللقاح قبل إجراء تجارب واسعة على الإنسان. وتتسبب الأنفلونزا التي تنتشر خلال فصل الشتاء في وفاة ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص في بريطانيا سنوياً، بينما يُقدر عدد من يتوفون بسببه في العالم سنوياً بما يتراوح ما بين خمسمائة ألف ومليون شخص. البرد والأنفلونزا .. هل هناك فرق ؟! ويتساءل البعض هل هناك فرق بين البرد والأنفلونزا أم أنهما وجهان لعملة واحدة.. يؤكد الأطباء أنه في أدوار البرد وفي المراحل الأولى من العدوى لا يسهل التفريق بين البرد والأنفلونزا، فالبرد يبدأ باحتقان في الحلق وتعب وآلام في العضلات وحمى، والشعور بالبرودة والرعشة، ثم يبدأ الأنف في الرشح بعد يومين أو ثلاثة وتصاحبها الكحة، وتستمر معظم أدوار البرد من 7- 10 أيام، وليس من الغريب أن تستمر الكحة في الحدوث بعدها بأسبوع أو عشرة أيام، وفي الأطفال تبدو الحالة شديدة وذات مضاعفات خاصة، وعند حدوث عدوى بالأذن أو بالصدر، كما قد يحدث للكبار التهاب في الجيوب الأنفية. أما الأنفلونزا فإن أول أعراضها آلام العضلات مع الشعور بالآلام في الظهر وصداع وحرارة عالية مصحوبة برعشة شديدة، ويحدث احتقان الحلق والكحة بعد عدة أيام، وعلى النقيض من أدوار البرد لا يحدث الرشح، ويعتبر الشفاء من الأنفلونزا تدريجيا إلى حد ما حيث يستغرق من 5-7 أيام، ولكن التغلب التالي لأدوار الأنفلونزا قد يستمر لمدة تصل إلى عدة أسابيع، وقد تؤدي الأنفلونزا في حالات عارضة إلى عدوى خطيرة بالصدر. روشتة فعالة وبما أننا نصاب بأدوار البرد والأنفلونزا من وقت لآخر بسبب العدوى من شخص مريض أو قلة المناعة أو غيرها من الأسباب، لذا فمن أفضل الطرق لتجنب العدوى هو تناول الأغذية التي تقوي من المناعة وتفيد أكثر من غيرها في حالة أدوار البرد ومن أمثلتها الأغذية الغنية بفيتامين “أ” و”البيتاكاروتين” وفيتامين “ج”، و”البيتاكاروتين” الذي يستخدمه الجسم في صنع فيتامين “أ ” ويوجد في الخضراوات والفاكهة ذات اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي وخاصةً المشمش والبرتقال والقرع والبطاطا والفلفل الأحمر والخضراوات كالبروكلي وخضراوات السلاطة مثل الجرجير. ولكي نتناول فيتامين “سي” في أحسن وأصح صورة يفضل تناول الموالح والعصائر والفراولة والتوت والكيوي الذي إن لم تستسغ بطعمه بمفرده يمكنك خلطه بغيره من الفواكه المحببة إليك ودمجه معها في العصائر. وينصح الأطباء أيضاً بتناول الخضراوات الورقية، ولكن يفضل تناولها وهي طازجة بقدر الإمكان حيث يتضاءل بها الفيتامين كلما مر عليها وقت. في العودة إلى الطبيعة فوائد لا تحصي وفي الطب البديل، أظهرت دراسة علمية حديثة أن تناول الثوم بشكل منتظم يومياً يقلل خطر الإصابة بنزلات البرد لإحتوائه على مادة “الكين” الفعالة فى حماية الجسم. وأجريت الدراسة على مجموعة من الأفراد خلال فصل الشتاء الذى تكثر فيه الإصابة بنزلات البرد، مما أدى إلى انخفاض نسبة الإصابه بنزلات البرد. وأوضح الباحثون أن هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد،. وأفاد الدكتور فتحي محمد أحمد سليمان الأستاذ المتفرغ بقسم العقاقير الطبية بجامعة القاهرة، بأن البردقوش يعد من المشروبات المفيدة فى علاج الكحة والسعال. وحتى يكون لمشروب البردقوش أثر فعال، فإنه ينصح بغليه فى الماء لمدة 10 دقائق. وأوضح الباحثون أيضاً أن اليانسون له القدرة على علاج البرد بشكل عام، مثل السعال والتهاب الفم والحنجرة، ومشاكل سوء الهضم وفقدان الشهية، كما أنه مهدئ للأعصاب ومسكن للمغص. ويُعتبر اليانسون من الأعشاب الجيدة التي تستخدم في طرد البلغم، كما أنه مفيد في بعض أنواع الصداع وضيق التنفس ومنبه قوي للجهاز الهضمي، بالأضافة إلى أنه فاتح للشهية ويساعد في إزالة انتفاخ البطن. وأضاف الباحثون أن لليانسون تأثيراً هرمونياً ذكرياً في حالة تناوله بكميات كبيرة، أما إذا أخذ بكثرة فإنه يقلل منها ويؤثر في الحالة الجنسية للرجال، وهو فعال للبكتيريا ومضاد للفيروسات ومضاد للحشرات. وأخيراً ينصح الأطباء في تحسين فاعلية العلاج من أدوار البرد والأنفلونزا بتجنب تناول الحليب ومنتجات الألبان عند الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا باعتبار أنها تزيد من المخاط وتزيد الحالة سوء لذا يفضل الابتعاد عنها تماماً بمجرد الإصابة بأعراض البرد والأنفلونزا.