تحول تعثر العبور بمعبر بني انصار إلى هم يومي تتناوله صحف مليلية المحتلة كما مسؤولوها في مؤتمراتهم الصحفية شبه اليومية فبعد شهور الإنتظار لإستكمال التنظيم الجديد للمعبر بمسالكها الستة أحس مسؤولي المدينة بالغبن و هم يرون أحلامهم الإقتصادية تتبخر يوما بعد آخر، إذا كانوا يعولون على تسريع المرور بالمعبر لضمان ظروف ملائمة للمهاجرين المغاربة العائدين عبر بواخرها و مينائها و كذا للإستفادة من موسم الصيف الناظوري لإستقطاب عشرات الآلاف العائدين لشواطئها و مطاعمها و تجهيزاتها السياحية إضافة للرغبة في إستقطاب السياح الإسبان و الأوروبيين الذين يقضون جزءا من عطلتهم بالسعيدية، و هذه الآمال لو تحققت كانت كافية لسد ثغرات عدة في إقتصاد المدينة المهزوز بفعل تراجع مداخيل التهريب و ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الإسبان... و لكن الطريقة المغربية في رؤية الامور حولت هذا الحلم الإسباني إلى كابوس حقيقي... فالمغاربة الحريصون جدا عكس سلطات مليلية على مراقبة القادمين تخوفا من مرور حالات مصابة بالإنفلونزا الجديدة، يأخذون الوقت الكافي لذلك و حتى بعد الإتصالات المستمرة لمندوب الحكومة المركزية بمليلية بعامل الناظور قصد تسريع وتيرة العبور فإن المغاربة و رغم مضاعفتهم لتجهيزات المراقبة ظلوا عاجزين عن تلبية طموحات الإسبان الذين يحسون بالإختناق خاصة و أن العبور من مليلية لبني انصار أصبح يكلف ساعتين من الإنتظار في طوابير لا متناهية مما يزعج السكان و المهاجرين العابرين و السائحين المفترضين و يهدد بعدم عودتهم العام المقبل مندوب الحكومة المركزية بمليلية لا يجد ما يجيب به الأسئلة اليومية للصحفيين إلا تأكيده كل مرة أن اتصالاته بسلطات الناظور مكثفة و أن الأمور تتحسن يوما عن يوم...