ثارت ثائرة عدد من المنتمين لجمعيات ثقافية وفنية بمدينة الناظور على الفنان الساخر الحسين بنياز “باز” وعرضه الفني الذي كان من المنتظر أن يحتضنه فضاء المركب الثقافي “لاَكُورْنِيش” أمسية الأحد قبل أن يُلغى في آخر لحظة.. إذ احتشد كمّ الفاعلين الثقافيين والفنيين الغاضبين أمام بوابة المركب الثقافي المذكور، عشية يوم السبت، لإبداء الاستنكار جهارا تجاه ما أسمي “معاملة تمييزية” طالت باز دون غيره من الفاعلين المحليين المداومين على العرض بذات المرفق الثقافي والتواصل مع جماهير المنطقة. وجاء غضب النشطاء الثقافيين والفنيين بالنّاظور بعدما لوحظ خرق الفنان الساخر الحسين بنياز، وكذا مندوبية وزارة الثقافة بالمنطقة باعتبارها مؤسسة منسقة لإقامة عرضه الفني، للمقتضيات الإجرائية الخاصة بنظام تسيير المركب الثقافي “لاَكُورنيشْ” والمعمول بها منذ انطلاق خدمات هذا المرفق عام 2007.. ورصد بالخصوص خرق الفصل واضح الدلالة الذي يستوجب “المجانية التامة في العروض المقدّمة” وعدم تقديمها بمقابل مالي لأي سبب كان.. ما حذا بالغاضبين إلى الدفع بأنّ إقدام “باز” على الترويج لتذكرات ولوج بقيمة 200 درهم يعدّ مناقضا للأهداف التي أنشئ من أجلها الفضاء الوحيد للعروض الفنية بمدينة النّاظور، والمتمثل أبرزها في عدم تغييب الجماهير عن القاعة بوضع كلفة مالية. وفي تعقيب على هذا المعطى قال المخرج المسرحي الريفي فاروق أزنابط: “إنّ هذه العملية التي غض فيها الطرف عن عرض الفنان الساخر الحسين بنياز تعدّ تمييزا واضحا غير مفهوم الدّوافع”، قبل أن يردف: “مثقفو وفنانو المنطقة لا يستفيدون أبدا من ترويج تذاكر عروضهم بداعي تناقض المعطى مع نظام تسيير المركّب، إلاّ أن تمكين الفنان الساخر باز من هذه الاستفادة غير القانونية يعدّ إجراء ضاربا حدّ التأثير الكبير على مبدأ تكافؤ الفُرص التي ينبغي تثبيتها على الجميع”.. في حين أورد الفاعل الثقافي رشيد زناي بأنّ هذا السلوك يعدّ إجحافا في حق الطاقات الإبداعية الناظورية التي تلاقي التضييق في الوقت الذي استفاد منه عرض الحسين بنياز من شباك تذاكر ودعم مؤسسات اقتصادية ومالية زيادة على منح من برلمانيين وترويج للموعد تكلفت به الإدارة الترابية المُعيّنة. الفنان الساخر الحسين بنياز اضطر إلى إلغاء عرضه قُبيل سويعات قلائل من موعد انطلاقه، إذ عمد إلى إرجاع ثلة من المبالغ التي سبق له وأن تلقاها سلفا من المهتمين بعرضه المُلغى قبل أن يغادر المدينة دون إصدار أي إعلان بشأن الدوافع الواقفة وراء قراره بالتنصل من الموعد الفني المبرمج. وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ العروض الفنية والثقافية التي تستضاف بالقاعة المتعددة الاستعمال من المركب الثقافي “لاَكُورْنِيشْ” لمدبنة االنّاظور، بما فيها الأعمال الفنية والمسرحية والسينمائية الجهوية والوطنية والدولية، قد رفض المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة لحسن الشرفي إقامتها بمقابل مالي كان يروم دعم كلفة إنجاز هذه العروض.. وذلك في استناد منه على مقتضيات نظام التسيير الذي يجعل مندوب وزارة الثقافة مديرا للمنشأة الفنية المذكورة ومسؤولا عن التدبير والتسيير والبرمجة.. وهو المعطى الذي دفع بأزيد من موعد فني سابق صوب المجانية، وأبرز هذه المواعيد كانت أيام الفيلم الهولندي الآلف حط رحاله سنويا بالمنطقة دون تلقي الرسوم الرمزية التي يطبقها في الولوج ضمن مدن مغربية أخرى.. في الوقت الذي كان المتشبثون بإقامة شباك تذاكر لأعمالهم يلجؤون صوب قاعة عروض مقر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية.