عبر عدد منابناء الناظور و الريف و المغاربة عموما عن استيائهم الكبير من القنوات المغربية، التي لم تحرك ساكنا، ولم تبث أي نشرة خاصة، أو خبرا، بخصوص الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت كل من الحسيمةوالناظور ومليلية المحتلة والنواحي. ففي الوقت التي تضع فيه العائلات يدها على قلبها، خوفا من هزات أرضية تحمل الأسوأ، اختارت قناة الأمازيغية والأولى عرض أفلام وثائقية، فيما ظلت القناة الثانية على عهدها عبر بث فيلم مدبلج، في مقابل هؤلاء، نقلت القنوات الإسبانية الخبر بشكل مباشر، وحذرت في نشرات إنذارية من زلزال آخر، وتم تعليق الدراسة إلى حين التأكد من سلامة المباني. ورغم مرور أزيد من ستة ساعات على الهزتين اللتين سُجلتا بعرض سواحل الناظور والمدن المجاورة بقوة 5.5 درجات على سلم ريشتر، لا تزال العائلات خارج منازلها، تضع يدها على قلبها، خوفا من تكرار فاجعة أعنف زلزال شهدته الحسيمة سنة 2004. الخوف والهلع لا يزالان يسيطران على أغلب العائلات اللاتي تحدث إليها "اليوم24′′، خاصة وأن التلفزيون الاسباني بث نشرة إنذارية يُحذر من هزات أرضية مرتقبة. نور الدين وهبي، تاجر من حي الفطواكي بمدينة الناظور، قال إنه قضى وعائلته الصغيرة ليلة بيضاء خارج منزلهم الذي يضم ثلاث عائلات أخريات، وظل خارج البيت إلى الساعة الثامنة صباحا :"أول ما خطر في بالي بعد الهزة الأرضية الأولى في حدود الساعة الرابعة وعشرين دقيقة، تفاصيل زلزال الحسيمة"، يقول نور الدين بكلمات متقطعة. من جهته عبر يوسف زاهد، مُحاسب يقطن بحي المطار بنفس المدينة، أن الجيران كانوا في حالة صدمة كبيرة جدا :"على الساعة الرابعة والنصف صباحا خرج الجميع، وظلت العائلات تتحسر في انتظار الأسوء"، قبل أن يُضيف :"الأطفال كانوا يذرفون الدموع، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى لعب ولهو مع بزوغ أولى خيوط الشمس". المُحاسب الشاب، قال إن الهزة الأرضية جعلته يردد "الشهادتين"، ويخرج من المنزل بدون أن يحمل أي شئ، :"كل ما فكرت فيه لحظتها بعد الشهادتين، هو أن يفتح الباب بسرعة لأخرج سالما من المنزال".