بعد أن تحقق حلم الريفيين في مشاهدة أحد أبناء جلدتهم ومنطقتهم يلعب في أحد أكبر الأندية في العالم وأعرقها، وبعد ان حقق أفلاي حلم طفولته في اللعب بنادي برشلونة، بدأت ألسنة تشكيك وتحقير اللاعب الذي قدم كل ما بمقدوره لكي يطور كرة بلده الأصل (المغرب يا حسرة)، لكن بعضا من أبناء بلده الأصل أبوا الا أن يلوحوا له من شواطئ المغرب أنه سيكون لاعبا فاشلا وأنه سيكون عالة على كتيبة برشلونة وأنه وأنه… بالفعل صورة مخزية للغاية من جمهور مغربي عهدنا منه عشقه لكرة القدم العالمية باعتبارها أداة وحدت شعوبا كثيرة الا أنها للأسف ساهمت في اظهار الحقد الدفين الذي يكنه البعض لكل ما هو ريفي وكل ما هو امازيغي دون أي سبب وجيه!!! خلال اليومين اللذين عرفا تقديم أفلاي كلاعب جديد في صفوف نادي برشلونة لمست نوعا من التجاهل من الصحافة المغربية خصوصا المكتوبة لهذا الحدث وبعد تتبعي لجل وسائل الاعلام المغربية لم أجد ولا منبر اعلامي واحد خصص حيزا مهما لانتقال أفلاي الى الفريق الكاتالوني اللهم لفتة سريعة من القناة الثانية المغربية والتي تكرمت بتخصيصها ل40 ثانية في موادها الاخبارية من أجل الاشارة الى انتقال أفلاي الى فريقه الجديد. على العكس وجدت أن القناة التلفزية المصرية والتي لا يمت لها أفلاي بأي علاقة قد خصصت لهذا الحدث أزيد من ثلاث دقائق في احدى نشراتها الرياضية. بالفعل سؤال محير للغاية… كيف لهاته الصحافة النزيهة ببلادنا لم تأبه لابن جلدتها وتتحدث عن هذا الحدث بشكل كبير أم لأنه يلعب بقميص المنتخب الهولندي ورفض مسألة اللعب للمنتخب المغربي لأسباب لا نعلمها لحد الآن رغم أن أفلاي في أحد تصريحاته قال أنه رفض اللعب للمنتخب المغربي لأن الجامعة المغربية لكرة القدم هي من أرادت!! أفلاي أيها الاعلاميون المغاربة صرح في أحد خرجاته الاعلامية مع جريدة الموندو ديبورتيفو الاسبانية يومين فقط بعد تقديمه كلاعب في نادي البارسا، صرح وقال بالحرف الواحد قال: “أنا مغربي حتى النخاع وأعشق بلدي المغرب كثيرا، عدم لعبي في صفوف المنتخب المغربي ليس معناه أني لا أحب بلدي… بالعكس أنا أزور بشكل دوري بلدي وأحبه كثيرا وأتمنى أن أساهم في تنمية وتطوير كرة القدم بالمغرب وبالريف بشكل خاص”، وأنا أقول لأفلاي لا داعي لأن تعلن وتؤكد بأنك مغربي حتى النخاع لأنك برهنت ذلك بشكل عملي وقدمت الكثير لبلدك ولأبناء منطقتك واستطعت أن تنشر ثقافة الكرة في منطقة الريف ولدى الصغار ببنائك لمركز وملاعب لكرة القدم للفئات الصغرى… الى غير ذلك من المشاريع التنموية التي ساهمت فيها في وطنك الأم، ألا يكفي هذا لكي تؤكد على مدى تعلقك ببلدك المغرب؟ بالفعل يكفي لأنك قمت بأشياء لم يقم بها أولئك اللاعبون الني يرتدون قميص المنتخب المغربي. بعد تصفحي لموضوع كنت قد نشرته على موقع أريفينو حول تقديم أفلاي كلاعب لبرشلونة، لمست في بعض الردود الخاصة بهذا الموضوع نوعا من الحقد والضغينة لأفلاي ولكل ما هو ريفي ويخص أبناء الريف، فرغم أن أفلاي شرف الأمازيغ وأبناء الريف وشرف بلده المغرب وشرف كل العرب والمسلمين الا أنه لم يلقى الدعم المطلوب من وطنه الذي يحبه حتى النخاع!!! أقول للحاقدين على كل ما هو ريفي وأمازيغي أنه سواء نجح أفلاي في اثبات جدارته في اللعب ببرشلونة (وان شاء الله سينجح لأنه يمتلك كل المؤهلات للعب في فريق بحجم البارسا) أو لم ينجح في ذلك فسيبقى ابراهيم كبيرا في نظر أبناء منطقته وفي نظر كل من آمن بمستوى هذا اللاعب وسيبقى وساما نتباهى به أمام الجميع في أخلاقه وتواضعه ونكرانه لذاته وحبه وخدمته لوطنه. من هنا أخاطب ابن حبيبة (أمه) التي كافحت وناضلت من أجل تربية أبنائها الخمسة ومن بينهم ابراهيم في حي بسيط بأوتريخت بعد وفاة والدهم، فكانت رمزا آخر من رومز النساء الريفيات الأحرار اللواتي قدمن خدمات جليلة لمنطقتهن ووطنهن ودينهن، نعم تلك والدة ابراهيم التي فاجأت العالم بأسره حين تواجدت مع ابنها خلال حفل تقديمه الى وسائل الاعلام والجماهير بارتدائها لحجابها والفخر والاعتزاز يملئان محياها، أخاطب ابنها وأقول له نحن معك وسنشجعك وسنقف معك أينما حللت وارتحلت لأنك بالفعل كنت وما زلت مفخرة كروية لكل أحفاد محمد بن عبد الكريم الخطابي.