يبدو أن وطأة الأزمة أخذت تخف عن المهاجرين المغاربة بإسبانيا، ولم تعد تجبر الكثير منه على مغادرة تراب الجارة الشمالية، حسب تقرير صادر عن المعهد الوطني الإسباني أمس الخميس. وجاء في الوثيقة الإسبانية أن عدد المغاربة الذين غادروا إسبانيا بلغ خلال 2014 حوالي 32 ألف مهاجر مغربي مقارنة بأكثر من 47 ألف مغادر سنة 2013. وأرجع التقرير هذا الانخفاض في عدد المغادرين إلى الانتعاشة النسبية للاقتصاد الإسباني في السنة الماضية، ما أدى إلى انخفاض مؤشرات البطالة؛ وجاء المغاربة في الرتبة الثانية وراء مهاجري رومانيا (أكثر من 57 ألف مغادر سنة 2014 مقابل أكثر من 70 ألف مغادر في 2013). في المقابل، أشار التقرير إلى أن عدد المغاربة الذين دخلوا أو عادوا إلى إسبانيا السنة الماضية بلغ 20163 مغربيا مقارنة ب 20516 التي سجلت سنة 2013، هكذا فإن رقم الداخلين إلى الجارة الشمالية لم يشهد أي تغير ملحوظ؛ كما أن المغاربة احتلوا أيضا الرتبة الثانية من حيث الأجانب الوافدين على إسبانيا وراء الوافدين من دولة رومانيا ب 29.968 السنة الماضية مقابل 22774 عام 2013. من جهة أخرى، أشار التقرير إلى عدد الجاليات الأجنبية المستقرة بالجارة الشمالية، وعدد أفرادها حوالي 4.5 مليون أجنبي، واحتلت الجالية المغربية الرتبة الثانية بأكثر من 686 ألف مغربي إلى حدود يناير من هذا العام، مقارنة بحوالي 718 ألف مغربي إلى حدود يناير من العام الماضي خلف الجالية الرومانية. وقد تم تسجيل أغلب الانخفاضات وسط الجاليات المغربية والإكوادورية والكولومبية، وأرجع التقرير هذا التراجع إلى ارتفاع نسبة المجنسين منهم، علاوة على الذين عادوا إلى بلدانهم الأصلية. كما أن عدد المهاجرين الذين دخلوا إسبانيا سنة 2014 بلغ 265.775 شخصا، بينما غادرها 330.559 مهاجرا. يذكر أن عددا كبيرا من المغاربة الذين كانوا يتواجدون بطريقة شرعية أو غير شرعية اضطروا في عز الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالجارة الشمالية سنة 2008 إلى مغادرتها، خاصة ما بين سنة 2008 و2012، إلا أن الوتيرة البطيئة التي يتعافى بها الاقتصاد الإسباني لا تزال تدفع العديد منهم إلى العودة صوب المغرب، في انتظار تحسن الأوضاع هناك. كما أن إسبانيا لا تزال تستهوي المغاربة ولو بدرجة أقل اليوم. توفيق سليماني