كم هو مفرح ذاك التواصل ، وكم هي جميلة تلك الاجتماعات الأسرية ، واللقاءات الأخوية ، التي تعزز اليقين بصفاء النفوس ونقاوتها ، وأن الذي يعكر صفو ودها إنما هو الشيطان كم وكم تبتهج النفوس والقلوب وهي ترى الأيادي قد تصافحت ،والأجساد قد تلاقت ، وتبادل المحبون الابتسامات ، وأعذب الكلمات : تْعْيْدُو ْوتْعَاْودُو … أعظم شيئ في العيد التواصل بعد القطيعة والصلح بعد الخصام ، فكم كان العيد سبباً في إزالة العداوة ، ومحو الأحقاد من النفوس ، لقد غير العيد نفوس المتخاصمين ، فجعل مكان القطيعة صلة ، ومكان الجفاء مودة ، وتبدلت الضغائن إلى محبة . في العيد يُحسن الإنسان للفقراء والمحرومين والأيتام ، يفرح فرحتين :فرحة العيد وفرحة إدخاله الفرح والسرور على المحتاجين ، فلا يعادل ثواب ثواباً في مثل هذا اليوم من إدخال السرور على من فقد البسمة ، إما عن ولد فقد أباه ،أو أم سجن أبنها أو أرملة فقدت زوجها أو مريض فقد صحته أو محروم يعاني مصائب الدنيا أو طفل فقير…كم يفرح الأطفال بيوم العيد ، لأنهم قد تعودوا العطايا من الكبار لقد اعتادوا هذا في عيدهم فهم يفرحون به ، وينتظرونه بفارغ الصبر . فيحصل بالعيد ما لا يحصل في غيره من الأيام من الفسحة للأهل والأبناء من التنزه ، والخروج من جو المنازل إلى الأماكن المنضبطة التي يتفسح فيها الأهل والأبناء ، وفي هذا تذكير للآباء والأمهات بوجوب الالتفات لهذه المعاني وأن أبنائهم في حاجة ماسة للتوسعة المنضبطة بضوابط الشرع ، خصوصاً في زماننا هذا الذي تناوشت عليهم فيه قوى الباطل تجذبهم لباطله ٠ كم أفقدتنا العولمة ومايسمى حضارة في زمن حلت الآلة محل الإنسان من حقوق لجيراننا ، وألهتنا الماديات التواصل معهم ، ويأتي العيد ليُذكر بحقهم ، ويلفت النظر لواجبهم ،فواجب إعادة النظر وألا نعتبر العيد مجرد حلل جديدة وعطر والسلام … جعل الله كل أيامكم أعياد