انتظر سكان منطقة الريف اعلان ميلاد قناة تمازيغت لسنوات ظل في فيها المشروع يترنح بين بدء العمل فيه و تأجيل بثه حتى اشعار آخر ،لكن صبر الريفيين كان أقوى فباعلان قناة تمازيغت قناة وطنية تحتل رقم 8 حتى سارع الأمازيغيون في المغرب بشكل عام و الناظور بشكل خاص لاستكشاف عالم جديد من الفرجة بلغتهم،وكان ذلك حافزا أكبر لهم للانتاج من أجل بثه على القناة الجديدة و ايصال ثقافة المنطقة و عاداتها الى الأخر غير أن كافة الانتاجات التي عرضت على قناة تمازيغت تميزت في بساطتها بالجودة عكس ما خرج به الانتاج المحلي من مسلسل رمضاني اطلقوا عليه اسم ” ماني ذاش غ ثوادار ” و التي كانت صفعة قوية عنوانه يوحي بأن انتاجا ضخما سننتظره على مائدة الافطار فنلغي بالتالي كافة القنوات الفضائية و الأرضية لكن المصيبة الكبرى التي حلت بالناظور و ضواحيها و كل من شاهد السلسلة التي تم تصوير جزء منها في مصحة الناظور لتصفية الدم و الكلى أن مضمون السلسلة فارغ تماما و لا يحمل سوى شعار واحد و هو ” أتشذ يماش “، ويبدو أن الصورة الوردية التي انتظرها الريفيون من السلسلة بعثرت أوراقهم،فمن كانوا يوصفون بالأمس القريب بممثلين من الدرجة الأولى بالناظور على خشبة المسرح رسبوا في أول اختبار لهم أمام الشاشة الصغيرةحيث اعتقدوا أن للشاشة ستارا يتحرك كما على خشبة المسرح فغرقوا جميعا في ” التصنع ” و خلق حركات لا توحي بأنهم ممثلون لتتحول أحداث السلسلة الى أشباه سلسلة من افلام الدمى المتحركة التي عرضتها التلفزة المغربية سنوات السبعينيات من القرن الماضي ويبدو ايضا أن انتظارات الريفيين بابداع فني متميز اصطدم في أول رحلة له بحائط كتب عليه ” أتشذ يماش ” و هي عبارة يكررها أحد مقتحمي التمثيل الذين ارادوا أن يوصلوا رسالة واضحة الى المغاربة من داخل الوطن و خارجه مفادها أن ثقافة سكان المنطقة تتوقف فقط عند هذه العبارة التي يتداولها المواطنون للتعبير عن غضبهم أثناء المنازعات الشخصية و الجماعية كما يعيب على السلسلة غياب أي رابط في الحوار بين مقتحمي التمثيل في وقت ساد فيه الاعتقاد ان كتابة السيناريو تمت فوق طاولة أحد مقاهي الناظور الشعبية و في مدة زمنية تعتبر الأقصر في العالم لكن الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه في السلسلة هو التأكيد على أن سكان مدينة الناظور لا زالوا يعيشون زمن الكبت الجنسي من خلال توظيفهم مشهدا داخل مصحة الناظور لتصفية الدم و الكلى يظهر فيه اثنين من الممثلين يتصارعان للحصول على قنينة ماء من أجل حملها على وجه السرعة الى احدى الممرضات بطريقة تميزت بالبدائيةحتى و لو أصيب بالكسر في يديه أو رجليه جراء ركضه المفرط على أرضية المصحة القابلة للانزلاق هذا و أخذنا بعض استقراءات المواطنين حول السلسلة ،يقول فريد الهاشمي من مدينة الناظور :” كان متوقعا أن يكون المسلسل فارغا من محتواه و هذا يؤسفني لأنهم يمثلون الناظور بكلامهم الغير الأخلاقي حين ينطقون أتشذ يماش و أنا أطالبهم بانتاج أمازيغي حقيقي أو ترك التمثيل لأصحابها ” و كان للسيد منير العلوي من مدينة الناظور رأي آخر حين قال:” أتساءل أولا أين هي الرقابة ؟ و أين هي دور الرقابة قبل عرض أي انتاج ؟ ثم من رخص بالبث لمسلسل دون الرجوع الى سياسة المقص ،فلو افترضنا أنه تم الرجوع الى سياسة المقص أعتقد أنه لن يبق من المسلسل سوى الجينيريك و هذا دليل على أن منطقة الناظور تفتقر للابداع الحقيقي ” أما محمد حلي فقد حمد الله لأنه لم يشاهد التلفزيون قائلا : “لو شاهدت ذلك المسلسل فتأكد أني سأنتحر ”