أوقفت عناصر الشرطة العاملة بميناء الناظور بتنسيق مع عناصر الجمارك، فجر الأربعاء الماضي سائقين متناوبين، وحجزت حافلة للنقل الدولي مرقمة بفرنسا، بعد ضبط كمية 23 كيلوغراما من مخدر الشيرا داخل الحافلة التي يتوليان سياقتها ذهابا وإيابا. وأحيل الموقوفان على مصلحة الشرطة القضائية من أجل البحث معهما حول كمية المخدرات ومصدرها والجهة التي ستستقبلها. وأفادت مصادر «الصباح» أن عناصر الجمارك بميناء بني نصار رابهم أمر الحافلة التي كانت خالية من الركاب، فأجروا تفتيشا داخلها لتقف بسهولة على كمية المخدرات التي كانت ملفوفة تحت المقاعد الخلفية ومحكمة الالتصاق بالقعر. ومباشرة بعد ذلك أوقف المتهمان، لتتوالى المساطر بعد ذلك ويتم وزن الكمية التي استخرجت من الحافلة فتبين أنها 23 كيلوغراما. وأجرت عناصر الجمارك تفتيشا دقيقا على الحافلة وإطارها ومختلف أجزائها، إلا أنها لم تتوصل إلى أي محجوزات أخرى. وحسب المصادر ذاتها فإن حافلة النقل الدولي تؤمن النقل بين مدينة وجدة والعاصمة البلجيكية بروكسيل، وأن المتهمين يتناوبان على سياقتها، وكانا دخلا المغرب قبل أيام. ولم تستبعد مصادر «الصباح» أن يكون الموقوفان كبشي فداء، سيما أن مافيا النقل الدولي للمخدرات غالبا ما تستعين بسائقين موسميين من أجل تمرير الممنوعات، ويتم التخلي عنهما عند الإيقاف في حالة تلبس، فيما تباشر الشركة مالكة الحافلة إجراءات استرجاع الناقلة من الحجز. وأضافت المصادر نفسها أن السائق يفقد حراسة الحافلة مباشرة بعد دخوله إلى مدينة الوصول، إذ توضع في عهدة أشخاص آخرين، فيما لا تسلم إلى السائق أو السائقين إلا لحظات قبل مغادرتها المغرب ما يعدم معه السائق الذي هو حارس الناقلة الفعلي وسائل مراقبتها وتفتيشها، ناهيك عن الثقة التي يفترض أن يضعها في مشغله عند تسلمه الحافلة. ووفق المصادر ذاتها فإن الأبحاث التي تجرى بمقر الشرطة القضائية بالناظور، ستطول مختلف المتدخلين، بدءا من السائقين إلى المالك، كما أنها ستنصب على تحديد الأماكن التي ركنت فيها الحافلة منذ دخولها المغرب، والأشخاص الذين وضعت في عهدتهم، وكل السائقين الذين تولوا سياقتها، وأيضا الاطلاع على ورقة الطريق سواء عند دخول الحافلة أو عند مغادرتها، سيما أنها ضبطت خالية من الركاب، وايضا للتأكد من الكيفية التي دخلت بها المغرب وعدد الركاب الذين كانوا بها. وينتظر أن يتم التنسيق مع الأنتربول لكشف امتدادات شبكة تهريب المخدرات إلى أوربا والوصول إلى المشتبه فيهم الحقيقيين، خصوصا أن الحافلة تحمل لوحات ترقيم فرنسية وتؤمن خط نقل بين المغرب وبلجيكا. وكان سائق حافلة نقل دولي كشف سابقا عن استغلاله دون علمه لتهريب المخدرات، بعد أن أوقف في سبتة، وأوضح أنه لم يتسلم الحافلة إلا ساعة قبل المغادرة، وتم الإفراج عنه من قبل السلطات الإسبانية بعد أن تبين لها أنه فقط مياوم يتوفر على وثائق تسمح له بالدخول إلى أوربا، واستغل من قبل شبكة تهريب المخدرات عبر حافلات النقل الدولي. تعليق