هم أربعة إخوة (محمد،جميلة،فاطمة،وميمونة) عاشوا لأكثر من 50 سنة وإلى يومنا هذا بالخبز والشاي وسط عائلتهم الفقيرة بدوار أفليون على مستوى جماعة أركمان القروية ، حالة خاصة صنعتها الظروف التي مرّت بها عائلة أوشن التي كانت تتنقل من منطقة إلى أخرى بحثا عن الرزق، قبل أن يحط بها الرحال نهائيا بدوار أفليون. إنها قضية مؤلمة تبعث على الرأفة والإشفاق قضية تعلقت بأربعة إخوة، يجمع بينهم قاسم مشترك هو الإعاقة الجسدية والذهنية فيما يشبه الإختلال العقلي. فبالدوار المذكور يكابد أخ الإخوة وحده ودون سند يذكر، ومنذ مدة طويلة، عناء السهر الدائم على رعاية 4 أشخاص ولدوا بإعاقة ذهنية وجسدية، يعد العامل الوراثي مسؤولا عنها إلى حد كبير. أكبر هؤلاء الإخوة الأربعة المعاقين جميلة أوشن 54 سنة، يليها فاطمة 52 سنة ثم محمد ثم ميمونة، فمنذ أن رأوا النور وهم لا يفرقون بين صالح الأمور من طالحها، يأخذهم التيه في الكثير من الأوقات، ما يضطر الأخ المسكين إلى الانخراط في سباق عدو ريفي محتم لمسافات طويلة لإعادتهم إلى البيت"كوربي" الذي يأويهم ليلا، في انتظار شمس يوم جديد تبدأ معها رحلة جديدة للتيه وعذاب لا ينتهي لأخ أخذ منه الزمن والعوز والمرض مأخذا منذ وفاة والدتهم مذ مدة تربو عن السنتين. أغرب ما في قصة الإخوة الأربعة أنهم لم يذوقوا وكباقي الأطفال للفطام طعما، فهم ولدوا وهم يرضعون ثدي الوالدة، وواصلوا عيشهم على تناول لبن وشاي وكسرات خبز فقط، هذا هو نظامهم الغذائي الذي دأبوا عليه إلى الآن، لا يأكلون لحما ولا خضرا، ولا غير ذلك، لأن العائلة من العوز الشديد الذي يحول بينها وبين إطعامهم كما أغلب الناس. وبمرور الأيام ترسخ لدى الإخوة الأربعة أن الشاي والخبز هي فقط المواد الغذائية الوحيدة التي ينبني عليها النظام الغذائي لدى كافة ساكنة الدوار إلى درجة جعلهم ينفرون من كل الأطعمة الأخرى التي يمكن أن يقدمها لهم بعض من ساكنة الدوار المذكور إذ أصبح اللحم والفواكه مثلا غريبا عنهم. الإخوة الأربعة الذين لم يزوروا طبيبا في حياتهم مع طلعة كل صباح جديدتتسمرفاطمة وجميلة وأخوهما محمد أمام الباب في انتظار شيئ يقتلون به جوعهم ،أمام هذا الوضع المأساوي لإخوة قدرهم أنهم ولدوا هكذا وبدون إدراك ولا قدرة على التمييز،تقدمت بعض الجمعيات الفاعلة بأركمان إلى من يعنيهم أمر المعاقين، لتكوين ملف خاص بهم، عسى أن يتلقوا سندا أو إعانة على مواصلة مشوار طويل وبعد أن جهزوا ملفا وصورا تؤكد إعاقتهم الذهنية مصحوبة بشواهد طبية، بعثت بكل ذلك إلى جماعة أركمان هذه الأخيرة التي كانت قد خصصت ومنذ أعوام مداخيل مرأب السيارات بشاطئ أركمان لفائدة ذوي الإحتياجات الخاصة لكن الإخوة الأربعة لم يستفيدوا من هذه المداخيل ولو مرة في حياتهم اللهم بعض الدريهمات التي صرفت عليهم "كومبرا" بعد تدخل إحدى الجمعيات التي حاولوا "تطييب خاطرها" إذ وصل إلى علمنا أن بعض "المسؤولين" وهم من المعاقين الكبار بالمنطقة هم من يدبرون خطة استغلال بعض المرافق بذات الشاطئ الذي تم بيعه بالأمتار لأصحاب الأكشاك..كما وصل إلى علمنا أن أحد المعاقين هو من يستغل مرأب السيارات "باركينغ" بذات الشاطئ رغم توفره على سيارة وضيعات فلاحية هذا حسب بعض الجمعيات بإيعاز من أحد المنتخبين السابقين الذي "تمارضى" لأسباب سنأتي على ذكرها ضمن ملف خاص،كما أن اثنين من الإخوة فقط هم من يستفيدون من قفة رمضان فأين هؤولاء من مساعدتهم و تسهيل الدروب عليهم ؟هل لأنهم وجدوهم ناقصون لا يدافعون عن أنفسهم ؟ بعد كل هذا يناشد أخ الإخوة كافة المحسنين والمسؤولين أن يمدوا لهم يد المساعدة والعون كل واحد بما استطاع حتى يتمكن من مواصلة رعاية إخوانه الذين لا ذنب لهم، سوى أنهم بدل أن يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، ولدوا بإعاقة ذهنية جعلتهم يعيشون على هامش المجتمع في انتظار أن يحضنهم ويعيدهم إليه. أسفله الحساب البنكي لمن يود مساعدة الإخوة ولمن يود زيارتهم الإتصال بالزميل محمد سالكة تعليق