وتعود إلينا نونجا عبر ماضيها العريق محملة بأسرار أسطورتها الحبلى بالمعاناة، تتنفس الألم في أقاصي الريف العميق بزفيرها الموشوم بعبق تاريخها الذهبي الذي كان. بين تربة قاسية حكت لأبنائها الأمازيغ وبقلق شديد أنها لم تجد ذاتها كما كانت ذات تاريخ هي صورة لفتاة ريفية قيدها أمغار إلى جانب بقرة، قدمها الزمن قربانا للأعراف التي تحكم عقل القبيلة، لتعيش كالدواب حياة تعيسة ودونية. من تلك البؤرة التي كانت تئن تحت وطأت وباء الكوليرا، كوليرا الأعراف المهترئة بصدأ الفكر الدخيل... هذا المرض اللعين الذي أسكت القرية عن كلامها المباح... خرج إيدير من صمته يصرخ في وجه التهميش، ويلعن كل من وأد القبيلة تحت أصناف من الإهمال والنسيان... إدير ذلك الشاب المثقف الذي إصتدم بقساوة الجهل المتفشي بين أبناء قريته المنعزلة بالريف العميق، فوجد نفسه وحيدا يواجه الطاحونة... عبر أحداث درامية يتداخل فيها الماضي بالحاضر، تتلائم فيها الحقيقة بالأسطورة، وتتشابك فيها تلك العلاقة المتوترة بين الريف والمخزن المغربي، وتحضر فيها تلك العلاقة التي تربط الريفي بأرضه وبالآخر. هذه صور من بين أحداث رواية أمازيغية حديثة صدرت مؤخرا للكاتب والشاعر الأمازيغي سعيد بلغربي، تحت عنوان: (نونجا، تانشروفت ن إيزرفان) أو نونجا حبيسة الأعراف، وهي أول عمل روائي للكاتب بعد تجربته السردية والتي أصدر خلالها مجموعتين قصصيتين بأمازيغية الريف، الأولى سنة 2006 صدرت تحت عنوان (أسواض إبويبحان)، والثانية سنة 2008 تحت عنوان (أسفيدجث). تميزت الرواية الأخيرة للكاتب بأسلوب سلس، وبلغة أمازيغية شيقة. ورقة تقنية للكتاب: العنوان: Nunja, tanecruft n izerfan الكتاب: رواية أمازيغية. الكاتب: سعيد بلغربي. لوحة الغلاف: للفنان التشكيلي الأمازيغي سعيد بوتقيوعت. مراجعة اللغة ومقدمة الكتاب: عبد المطلب الزيزاوي، أستاذ بشعبة اللغة الأمازيغية بجامعة محمد الأول بوجدة. الطبعة: الأولى. تاريخ الطبع: -20092959. عدد صفحات الكتاب: 56 صفحة. الخط المستعمل: الخط اللاتيني