[email protected] إن موجة المهرجانات التي اجتاحت جميع المدن والقرى المغربية لدرجة أن وصلت حماها إلى الحمير ” عازكم الله “ ووصلت نجوميتها إلى أقسى البلدان وضاهت أكبر المهرجانات البشرية وعملت على تغطيتها كبرى القنوات العالمية . مهرجان الحمير الذي تشرف عليه جمعية قدماء تلاميذ قرية بني عمار زرهون مناسبة سنوية للتذكير بما لهذا الحيوان الأليف المهضوم الحقوق من فضائل علي البشر ، والتذكير بالآلام الكثيرة التي يتحملها من أجلهم ، ومساهمته في خلق فرض الشغل و الترويج التجاري طيلة مدة المهرجان ، إضافة إلى العمل على إيقاظ قلوب الآدميين الذين ينتهكون حقوقه ويتعاملون معه بقساوة . كما ان ادارة المهرجان تعتبره فاعلا أساسيا في التنمية الى جانب بني البشر ، باعتباره يستغل في جلب الماء وفي الفلاحة وفي أشياء كثيرة أخرى، ومع ذلك فإن الناس لا يزالون ينظرون إليه كما لو أنه مخلوق دوني لا يستحق أكثر الاحتقار . ومفاجأة المهرجان كونه لايحتكر الساحة لوحده كما يفعل بني البشر بل يخصص جانب من الكرنفال للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية وتكريم شخصيات ساهمت في تحقيق إقلاع حقيقي بقرية بني عمار . هذا المهرجان الذي يلقى الدعم المادي والمعنوي واللوجيستيكي من جمعيات الرفق بالحيوان وجمعية محبي الحمير و …. يساهم في خلق فرجة استثنائية لا تلقى معارضة شديدة اللهجة كما يحدث في المهرجانات البشرية ، حيث فطن أعضاء هذه الجمعية إلى هذه المسالة من خلال اللقاءات التشاورية والانسجام في صنع القرار وإشراك باقي الفاعلين في أيام المهرجان . برنامج المهرجان متنوع يشمل سباق السرعة للحمير ، وتتخذ إدارة المهرجان في هذا المراطون الحميري شروطا صارمة ، من قبيل منع بني البشر البالغيين سن الرشد أو ثقيلي الوزن ركوب الحمير، حيث تقبل فقط مشاركة الأطفال بين 12 و16 سنة لقيادتها . كما تراعى في هذا السباق كرامة الحمير ، حيث تمنع أدارة المهرجان بشكل مطلق استعمال أي شيء يمكن أن يدفع الحمير إلى الجري كضربه بأرجل المتسابقين، أو شتمه من قبيل ” تحرك الحمار …. ” . ويكمن لها أن تصل في الوقت الذي تشاء حتى وان تطلب ذلك اليوم كله فعلى الجمهور انتظارها والتصفيق لها بحرارة . ويخصص للحمار الفائز بالرتبة الأولى غلاف مالي مهم ، وحتى لا يحس الحمار الذي يحصل على المرتبة الثانية بالاهانة فقد راعت الإدارة هذا الأمر وخصصت له هو الآخر جائزة مالية فالمناسبة حميرية والحمار نجمها . كما تحظى مسابقة اختيار أجمل حمار من الجنسين، اهتماما كبيرا . وهي رسالة لبني البشر الذين ، ومن يعتقد بان الجمال يقتصر على بني البشر فهو مخطئ ، فالحمار الذي ينعته الكثير بالقبيح عملت إدارة المهرجان على تصحيح هذا المعطى لدرجة أن أصبحت مسابقة أجمل حمار أو أثان ” زوجة الحمار “ وتأخذ لجنة التحكيم قواعد صارمة في هذه المسابقة من خلال التركيز على نظافة الحمار وشكله وطريقة مشيته ولون ورموش عيونه … والحمار الوديع أو الاثان الجملية التي تتوج بالفائزة تخصص لها مكافئة مالية مهمة ويمنع منعا مطلقا أهانتها واو ضربها في المستقبل . كما إن إدارة المهرجان راعت الجانب الحماري في المهرجان من خلال رد ها الاعتبار للحمار الواهن الضعيف الذي أنهكته صروف الدهر نتيجة المشقة والتعب طيلة اليوم في سبيل بني البشر، وعليه خصصت جائزة لأضعف حمار تمثلت في عناية بيطرية ومده بكميات وافرة من الشعير والكلأ وتنبيه صاحبه للاعتناء به . و يتضمن برنامج مهرجان الحمير مسابقة الحمار الأكول ومسابقة الترويض ، ويتوج بتوزيع شواهد تقديرية على الحمير المشاركة في المهرجان . مهرجان الحمير متعة حقيقية ورسالة إلى بني البشر في التعامل مع هذا الحيوان برفق وعدم هضم حقوقه , ويمنع على السياسيين المشاركة في فعالياته لكونهم لا يجيدون سوى الركوب على الحمير . أليس المستقبل للحمير وكل الحجج تؤكد أنهم قادمون ولا مفر من الإستحمار لمن يريد أن يتجنب العار وعليه أن يعيش كالحمار ولا ينزع منزع الأذكياء ويرضح لحيل الكبار ؟؟؟؟