أفاد مصدر مطلع أن التحقيق الذي باشرته فرقة الشرطة القضائية بالناظور، بعد كشف محاولة تجنيد رجل أمن لتهريب المخدرات عبر مطار العروي، خلص إلى معطيات مثيرة حول وجود ثغرات أمنية في بعض المطارات الأوربية، منها مطار العاصمة البلجيكية. ودخل والي أمن وجدة على الخط لتنسيق تفاصيل الإيقاع بكافة المتورطين، بعد نصب كمين محكم لهم، ليتم اعتقال نادلين يعملان بالمطار المذكور ووسيط في العملية ومهاجر مكلف بنقل المخدرات المدسوسة في حقيبة يدوية نحو الطائرة، التي كان من المقرر أن تصل إلى مطار بروكسيل. وأحيل المتهمون الأربعة، الاثنين الماضي، على وكيل الملك لدى ابتدائية الناظور، الذي أمر بإيداعهم السجن المحلي، لمحاكمتهم أمام الغرفة الجنحية التلبسية بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية للتهريب الدولي للمخدرات. ووفق معطيات حصلت عليها «الصباح»، تم استدراج الموقوفين بعد تظاهر حارس أمن بقبول اتفاق مع نادل يعمل بمقهى المطار من أجل نقل كمية 13 كيلوغراما ونصف كيلوغرام من مخدر الشيرا إلى قاعة الانتظار، مقابل حصوله على 70 ألف درهم رشوة. وجرى الاستماع إلى النادل الذي اعترف بوسيط تم استدراجه وإيقافه في حالة تلبس. وبعد تضييق الخناق على المشتبه فيهما، أقرا بأن نادلا آخر يعمل بمقهى تقع خلف حواجز المراقبة كان سيحصل على 20 ألف درهم، مقابل احتفاظه بكمية المخدرات، من أجل تسليمها لمهاجر يتحدر من الحسيمة. وللحصول على اسم المرشح للقيام بالعملية، اعتذر رجل الأمن في آخر لحظة من النادل، طالبا منه إخبار الوسيط بتغيير موعد الرحلة، وذلك لفحص قائمة التذاكر الملغاة، ومطابقتها مع أسماء المسافرين في الرحلة الموالية، في حين توصل المهاجر على هاتفه بمكالمات من الوسيط استخدمت حجة إضافية أثناء التحقق من هويته. وتولت فرقة الشرطة القضائية، تحت الإشراف المباشر لرئيسها، تأطير حارس الأمن وتوجيهه لكسب ثقة أفراد الشبكة والتظاهر بالاستجابة إلى إغراءاتهم المادية، حتى يتسنى الإيقاع بهم في حالة تلبس، في حين أسفرت الأبحاث ذاتها عن تحديد هويات شركائهم في حالة فرار، وأصدرت مذكرات بحث في حقهم. ومن غير المستبعد أن تكشف التحقيقات المذكورة عن خيوط مافيا تمكنت من اختراق إجراءات المراقبة في مطارات أوربية، وكانت تبحث عن منفذ رئيسي لتهريب المخدرات من خلال تسخير مهاجرين للقيام بالمهمة، بالتنسيق مع مكلفين بعملية المراقبة والتفتيش وعمال بالمطار. عبد الحكيم اسباعي (الصباح -الناظور)