بعد خلود للراحة خلال شهر رمضان،الذي يعتبر بمثابة فترة استراحة واستعداد لتجار ومروجي الخمور بصفة غير قانونية، أو ما يصطلح عليهم بالعامية "الكرابة" الذين يترقبون نهاية رمضان بفارغ الصبر، للعودة لممارسة أنشطتهم التجارية بكثافة لتعويض ما ضاع منهم خلال شهر الصيام،باعتباره فرصة ومناسبة يتم فيها الإقلاع عن شرب الخمر ولو بصفة مؤقتة أغلب مدمنيه يعوضونه بالمخدرات والدومينو والكارطة للتناسي،الأمر الذي يدفع قبيلة "الكرابة" استغلال حالة الإغلاق التي يعرفها مرجان التي تعرض وتباع فيها كل أنواع وأصناف الخمور .. كلها عوامل أساسية تدفع بمروجي الخمور بطريقة غير قانونية للإستعداد المكثف لمثل هذه المحطات لبسط نفوذهم على السوق مع استغلال فرصة الفراغ والخصاص الحاد التي تعرفه هذه المادة ،بعد خلود الجهات الممونة للراحة الاضطرارية خلال المناسبات والأعياد الدينية . أما في الأيام العادية تعرف الحركة التجارية بعض الركود والتراجع في المبيعات عند "الكرابة" نظرا للمنافسة القوية لمرجان الذي يفضله الزبناء لعدة اعتبارات أهمها الأمن والطمأنينة و التجوال بحرية واختيار نوع الخمور المرغوب في اقتنائها ومعرفة الثمن مسبقا دون زيادة ،ودون خوف وهلع في حين طريق "الكراب" تكون في أحيان عديدة محفوفة بالمخاطر لكونه يتخذ من الأماكن التي تعتبر نقطا سوداء لترويج بضاعته وسلعه هروبا من أعين الأمن وتبقى الفترة الليلية بالنسبة لمروجي الخمور الأكثر نشاطا لتجارتهم ،حينما تغلق مرجان فيبقى لا بديل عن "الكراب "للإتمام ليلة خمرية ويفضل مجموعة من الأشخاص وخصوصا ذوي السوابق العدلية الاتجار في الخمور بدل الاتجار في المخدرات التي تكون عقوبتها الحبسية قاسية مقارنة مع الاتجار في الخمور هكذا يقول أحد الذين نشط واشتغل في الميدان وله مجموعة من السوابق العدلية بهذا الخصوص. فالكراب بمدينة الناظور غالبا لا يبيع المنتوج الوطني فيتم الاستعانة بالخمور المهربة القادمة من إسبانيا عن طريق مدينة مليلية والتي لا تخضع لمراقبة صحية حيث تم إغراق السوق بمختلف أنواع وأصناف الخمور الرديئة أو ما يسمى "بالريكار" الذي يتم الإقبال عليه بكثافة من شريحة كبيرة من قبيلة "السكارى" ،نظرا لثمنه المنخفض ومفعوله القوي فقنينة واحدة كافية لأربعة أشخاص لقضاء ليلة خمرية قد تنتهي في مخافر الشرطة بعدها في ردهات المحكمة بتهمة السكر العلني . وأخيرا نتساءل من هم صناع الخمر في المغرب؟ هل هم مغاربة أم أجانب؟ ومن هم تجار أم الخبائث؟ وكيف تطورت تجارة الخمر في بلادنا التي ينص دستورها على أنها إسلامية؟ وهل المستهلكون للخمر والمشروبات الكحولية يهود أم نصارى أم مغاربة مسلمون؟ وهل العاملون عليها الموزعون لها جملة وتقسيطا راضون عما هم فيه؟ أم تراهم يشعرون بالسعادة ويعيشون في النعيم المقيم؟ وما هو الوضع القانوني لهذا القطاع الملعون -كما جاء في الحديث الشريف-؟ وهل آثاره المخربة محدودة يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها؟ أم أن اجتياح السموم لكل جوانب حياتنا الاجتماعية كالصحة والاقتصاد والأسرة والشباب وحتى النساء قد حول اللعنة المذكورة في القرآن والسنة إلى سرطان ليس له من علاج؟ والخسائر التي يسببها هذا القطاع على جميع الأصعدة: كم يمكن تقديرها ماليا، وأي رقم سنحصل عليه بعد تلك العملية الحسابية؟هذه أسئلة تطرح نفسها بقوة على كل باحث منصف، وتتطلب الإجابة عنها قدرا عاليا من الشجاعة والجرأة والنزاهة. div class="nr_related_placeholder" data-permalink="http://www.ariffino.net/?p=155959" data-title="الناظور في العيد: تدفق كميات مهمة من خمور مليلية وقبيلة "الكرابة" بالناظور تظهر مجددا"