على عكس بعض سلبيات الفيضانات، فإن الأمطار الكثيفة التي عرفتها مناطق إقليمالناظور مؤخرا ساهمت في تنظيف محيط عدد من الجماعات القروية بالناظور، خاصة تلك المعروفة بأنها ترمي أزبالها وتحول وادها الحار نحو الوديان والأنهار التي تخترقها. ولا أدل على ذلك من أكوام الازبال التي حملها وادي بوسردون من أزغنغان واحدادن وبني بويفرور ورمى بها وسط العمارات الفخمة بعريض وغيرها... و لأن الأزبال والفيضانات لا تفرق بين إسباني ومغربي، خاصة مع الحدود الوهمية للمدينة المحتلة. فإن مستشارية البيئة بالحكومة المحلية بمليلية وجدت نفسها مجبرة على التعامل مع الأزبال الناظورية أيضا، والتي تجاوزت 250 طنا حملها “وادي الذهب” أو “ريو دي أورو” كما يسميه إسبان مليلية من الناحية المغربية للواد نحو شواطئ المدينةالمحتلة في الأسبوعين الماضيين، وهكذا تبرز الجغرافيا مرة أخرى أن المصير المشترك للناظور الكبرى واحد وأن على المغرب (تفكها) أن يضيف هذه النقطة لمجموع الأدلة التي يتوفر عليها عن مغربية مليلية. إذ كلما سقطت مليليترات من الأمطار في فرخانة وبني شيكر إلا وهاجرت أزبال الجماعتين لترتمي عند أقدام المصطافين بشاطئ مليلية الذي يكلف الملايير.