قبل عرض السلعة للبيع بالمزاد العلني ترسل إلى قاعدة معلومات بإدارة الجمارك المركزية مرفقة ببيانات حول نوع السلعة وحجمها وتاريخ عرضها للبيع بالمزاد العلني، فيتم نشر الاعلان في موقع ادارة الجمارك ويكون للعموم الاطلاع عليه، وبعد ذلك يبعث إلى جميع الآمرين بالصرف قصد تعميم نشره. بهذه المقدمة اختار مسؤول بالمديرية الجهوية للجمارك للشمال الشرقي بالناظور، أن يبسط ما تعقد في أمور المزادات العلنية التي تعقدها الإدارة، «تتم العملية بأكبر قدر من الشفافية، وتخضع مسطرة العرض للبيع للمراقبة من أكثر من جهة حتى لا تتسرب أي نوع من التلاعبات أو التواطؤات، وتتم عملية المراقبة إما بشكل قبلي أو من خلال الحضور المباشر لتتبع عملية البيع».بعد نشر الإعلان يمكن للمعنيين بالأمر أن ينتقلوا إلى إدارة الجمارك من أجل الاطلاع على السلعة ومعرفة جودتها وذلك بمرافقة عاملين بالجمارك، يؤكد المتحدث ذاته. وعلى النقيض من ذلك، تشير معطيات استجمعتها «الصباح» إلى أن شبكة من «الزبناء» من سماسرة «السيزي» يعرفون بعضهم البعض ويتحكمون في وقائع ونتائج المزادات العلنية، خصوصا بالنسبة إلى السيارات المحجوزة. تضم الشبكة أطرافا مختلفة تضمن رسو صفقة البيع على أشخاص أحيانا لا يشاركون في المزاد العلني ولا تقيد أسماؤهم في محاضر الإرساء بالمزاد العلني، كما أنهم دائمو البحث عن شركاء لتسهيل عمليات تفويت سيارات محجوزة إليهم أو سلع أخرى ذات قيمة. «هناك سلع مطلوبة، ويتم بيعها بسهولة وبأثمنة تدر مداخيل مهمة على الدولة، وهناك سلع أخرى غير مرغوب فيها، ونوع من السلع مخصصة حصريا للتصدير إلى دول إفريقية كالملابس المستعملة» يقول مسؤول جمركي، مضيفا أنه بخصوص السلع المعروضة للبيع فإن المسطرة تقتضي إخضاعها لمعاينة ودراسة لجنة لتقييم جودتها وثمنها الأولي، قبل عرضها في المزاد بعد استيفاء أجل محدد بعد نشر الإعلان. ويوضح المسؤول ذاته، في حديثه ل«الصباح»، أن الأخذ والرد بين المشاركين في المزاد هو الفيصل بين المتنافسين، وغالبا ما تكون هذه المنافسة في بعض الحالات قوية، لكنها مفتوحة لأشخاص قادمين من مناطق مختلفة منها وجدة والدار البيضاء ومدن أخرى مجاورة للناظور، إذ يضيف كل واحد منهم مبلغا على الذي قدمه الثاني حتى يرسو المزاد عليه، وذلك بمراقبة من أعضاء اللجنة ورئيسها الذي يحاول إفهام المتزايدين، بتقنيات خاصة، أنهم ما زالوا بعيدين عن الثمن المطلوب.«المزاد ديال السيزي مهنة صعيبة، إلى ما كنتيش مقلع يديروها بك» يقول تاجر أجزاء السيارات قدم من وجدة للمشاركة في المزاد العلني، وهو يحملق في سيارتين يقول إنه تمكن من شرائهما لتوه بثمن مرتفع كان فوق توقعاته. وخارج عمليات البيع بالمزاد العلني المفتوحة للعموم، يضيف مسؤول بالمديرية الجهوية للجمارك للشمال الشرقي، أن بعض السلع المتخلى عنها أو المعرضة سريعا للتلف كالمواد الغذائية تمنح للجمعيات بعد ورود طلباتها على التعاون الوطني، كما تسلم سلع أخرى للجمعية الخيرية وتخصص بعض المحجوزات كذلك لدعم التعليم القروي وتموين مؤسسات اجتماعية تعنى بالمرأة والطفولة بالإضافة إلى السجون والإصلاحيات.