عقدت جمعية قدماء ثانوية ابن الهيثم العروي و جمعية تامزغا للتنمية الثقافة ، في اطار أيامهما الثقافية المشتركة المنظمة تخليدا للذكرى الخمسين لرحيل أسد الريف مولاي محمد بن عبد الكريم الخطابي ، ندوة علمية فكرية ، عشية اليوم الجمعة 23 فبراير الجاري ، بقاعة دار الشباب العروي ،تتناول موضوع المقاومة الريفية بأقصى المغرب بقيادة الزعيم الخطابي وافتتحت الندوة الفكرية ، بقراءة الفاتحة ترحما على روح الشهيد مولاي محند ، ثم كلمة لمسير الندوة الذي رحب بالحضور الكريم ، و عرج على الظرفية التي تعيشها المنطقة و الحمولة الرمزية لهاته المناسبة ، والتي تأتي في اطار ارتفاع حدة النقاش حول شخضية الخطابي و مشروعه الفكري و عسكريته الشجاعة ، و مساره النضالي الشريف ،كما عرف الحضور على مؤطر الندوة الباحث في التاريخ الريفي الأستاذ الدرويش اليزيد وقدم الأستاذ الباحث السيد الدرويش اليزيد في عرضه القيم ، قراءة تاريخية لمسار المقاومة المسلحة بشمال افريقيا و التي واكبت حقبة الإستعمار الفرنسي و الإسباني للمنطقة ، حيث ذكر أهم المراحل التاريخية للمقاومة الجزائرية بقيادة ابن الريف عبد القادر الجزائري ،في أواسط القرن 19 ، حيث واجه ببسالة و قوة غير معهودتين المستعمر الفرنسي ، و قاد مقاومة حقيقية ضد الأجانب ، كما عرج على الثورة التونسية و مراحلها التاريخية و رجالها الأحرار ، ليركز بعدها على المقاومة الريفية بأقصى شمال المغرب بقيادة الزعيم الخطابي ، والتي بدأت في أوائل القرن الماضي من أجدير ، تحت زعامة الأمير الخطابي ،والذي تمكن من هزم الإسبان في عدد من المعارك التاريخية أشهرها معركة أنوال في 1921 ، ومستعرضا كرونولوجيا لأهم المحطات البارزة في مسار الخطابي و خططه العسكرية و نبذة عن مشروعه الفكري التقدمي و الحضاري ،كما ذكر محطة تأسيس الجمهورية الريفية بقيادة الخطابي و مرحلة نفيه لجزيرة لارينيون ثم استقباله في مصر لغاية وفاته في 1963 ، و أهم مساهماته التاريخية في الحركات التحريرية بشمال افريقيا و علاقاته العالمية بأكبر القادة و الأحرار و الثوريين بالعالم ، و مساهمته المادية و المعنوية في استقلال بلدان شمال افريقيا وغريها من المحطات البارزة للأمير الخطابي وفي الأخير فتح أبواب النقاش أمام الفعاليات الحاضرة ، والتي تركزت أساسا في تساؤلات حول مسار الرجل و أفكاره و قيمه و محطاته النضالية و اللحظات البارزة التي همت حياته و العديد من الأسرار و الشائعات التي رافقت حياته و لازمته بعد وفاته ويذكر أنه بالموازاة مع هاته الندوة ، نظم معرض للصور و الكتب ، تضمنت العديد من الصور النادرة و التاريخية لزعيم الريف بالعديد من المحطات النضالية و التاريخية له ، وجمعته بالعديد من الشخصيات التي برزت في تلك الحقبة و أخرى تجمعه برفاقه و عائلته ، بالإضافة لكتب نادرة لمؤرخين مغاربة و عالميين تتناول مواضيع سيرة الأمير الخطابي و حياته و مساره و المقاومة الريفية و الإستقلال و الريف بعد حقبة الأمير .