دفع "الخناق" الذي بات يضيق على مصدري الخضر والفواكه المغاربة، بعد الاحتجاجات الحادة من قبل المزارعين في أوروبا، إلى الدعوة إلى "التعجيل" بحل أزمة الجمركة الموريتانية، باعتبار الغرب الإفريقي الخيار السليم في الوقت الحالي لبعضهم. ولا تبدو القارة الأوروبية لدى بعض المصدرين "منفذا آمنا" في سياق التصعيد الذي تخوضه نقابات المزارعين، خاصة في إسبانيا، إذ يهدد مزارعو جزيرة الخضراء الصادرات المغربية، فيما يصر مهنيون آخرون على "هدوء الأوضاع هناك"، والرغبة في الحفاظ على السوق الأوروبية. وبين أوروبا وغرب إفريقيا، يترقب المصدرون المغاربة مصير سلعهم التي تعرف الوفرة في الوقت الحالي مع ارتفاع درجات الحرارة، فيما ظهر بعد العرقلة والاعتداءات التي عرفتها الشاحنات المغربية في القارة العجوز أن "معبر الكركرات إلى دول غرب إفريقيا، المكان المناسب والأكثر جذبا في حالة انهيار السد الضريبي لنواكشوط". وتزامنا مع هذا النقاش بين المهنيين، عقد بعضهم لقاء مع علي خليل، والي جهة الداخلة-وادي الذهب، اليوم الثلاثاء، تناول موضوع تنظيم المرور عبر معبر الكركرات، والرغبة الواضحة للمصدرين في تعزيز التواجد في غرب إفريقيا. في خضم هذا الاجتماع، تقول بعض المصادر المهنية، إن "أزمة الجمارك الموريتانية قد تحل بعد ثلاثة أشهر، وهو أمر يزيد من تقوية أملهم". سوق أوروبا وإفريقيا وقال الشرقي الهاشمي، الكاتب الجهوي للنقل الدولي بجهة سوس ماسة، إن "اجتماع الداخلة عرف رغبة واضحة من السلطات في تأهيل معبر الكركرات، وأيضا وعودا كبيرة لحلحلة جميع الملفات العالقة التي تثقل كاهل السائقين". وأضاف الهاشمي، أن السائقين لهم رغبة قوية في الذهاب نحو إفريقيا، وتنظيم عملية العبور عبر معبر الكركرات، مشيرا إلى أن "حركة المرور في أوروبا حاليا مستقرة". وذكر المتحدث أن المهنيين دائما كانت لهم رغبة في الحصول على منافذ متعددة، لا تقتصر فقط على منطقة معينة، موردا: "ليس في صالحنا أن نتخلى عن أي وجهة". وأشار إلى أن "تهديدات المزارعين في الجزيرة الخضراء يرافقها هدوء في الأوضاع بأوروبا بشكل عام"، كاشفا أن "المهنيين تلقوا وعودا رسمية بانتهاء أزمة الجمارك الموريتانية في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة". وعبر الهاشمي عن أمله في انتهاء شبح الجمارك الموريتانية في الفترة المحددة، حتى تعود سيرورة التصدير إلى عهدها السابق. العودة إلى إفريقيا محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف المنتجات إلى إفريقيا والخارج، قال إن "المصدرين عاجزون ومتخوفون بشكل كبير من الذهاب نحو أوروبا؛ فلا أحد قادر مجددا على تحمل الخسائر". وأضاف الزمراني، أن "المصدرين لهم رغبة قوية في الذهاب نحو الغرب الإفريقي؛ فهو المكان الآمن أمامنا. وعليه، نطلب من السلطات أن تسرع وتيرة حل أزمة الجمارك مع الجارة الجنوبية للمملكة". وأورد المهني ذاته أن "رغبتنا بالتركيز على إفريقيا تندرج ضمن رؤية العاهل المغربي لإعطاء قارتنا مكانتها المناسبة، بما يعني أننا ذاهبون دائما في سير ديبلوماسية جنوب-جنوب". وذكر المتحدث أن "تهديدات مزارعي الجزيرة الخضراء تنضاف إلى الأوضاع التي تعرفها صادراتنا نحو أوروبا" وأن "المصدرين يرغبون في استمرار العلاقة مع الغرب الإفريقي". وناشد الزمراني السلطات المغربية التدخل "لحلحلة ملف الجمركة الموريتانية، خاصة وأن الإنتاج متضاعف في الزمن الحالي ولا نعرف أين سنوجهه"، على حد تعبيره. وأكد رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف المنتجات إلى إفريقيا والخارج أن "غالبية المصدرين لا يريدون التضحية بسلعهم أمام مناوشات المتظاهرين الأوروبيين"، مردفا بأن "شبح أوروبا يدفعنا إلى التفكير في التوجه إلى إفريقيا، وذلك من خلال مطالبة السلطات بحل أزمة الجمارك". وختم الزمراني قائلا: "نطالب أيضا، بالإضافة إلى رفع الجمركة الموريتانية، أن يتم التراجع عن حظر تصدير البصل إلى غرب إفريقيا، وذلك حتى تعود الصادرات إلى عهدها".