نتيجة لارتفاع تكاليف المعيش اليومي ، سُجل في السنوات الأخيرة، إقبال ملحوظ للأسر البيضاوية على اقتناء الملابس المستعملة المعروفة (بالبال)، والتي يتم استيرادها من الخارج… قصد تسليط الضوء على هذه «الظاهرة»، قمنا مؤخرا بزيارة لسوق القريعة الشهير. وأنت تتجول بين جنبات السوق ، يثير انتباهك صراخ الباعة وهم يهتفون بأسماء مجموعة من الماركات العالمية، مثل: زارا كلافين كلين طومي.. والقائمة طويلة، هذا الصراخ يثير فضول المارة، مما يدفعهم الى الاقتراب من أكوام الملابس المعروضة فوق طاولات مستطيلة. الكل منهمك في البحث عن الملابس التي تلائم ذوقه ومقاسه ، فالجودة موجودة والثمن مناسب (في حدود40 درهما): (لا غلا على مسكين.. كلشي غيلبس) هي كلمات خالد الذي تعود على ترديدها كل يوم بغية جلب انتباه الزبناء المحتملين . يقول خالد وهو يبتسم: «أنا، والحمد لله، طول هذه السنوات أشتغل في بيع الملابس المستعملة (البال) حركة البيع جد ممتازة ، عِندي زبائني، يأتون عندي باستمرار ، من أساتذة وموظفين وأطر إدارية وغيرهم. الكل يأتي وهمه الوحيد أن أوفر له ملابس ممتازة بثمن مناسب جداً». يضيف «أسبوعيا أسافر من أجل إحضار (الكولية) من الناظور، والتي يكون ثمنها ما بين خمسة آلاف درهم الى عشرة آلاف درهم، حسب وزنها ، كلما زاد الوزن زاد الثمن، فسعر الكيلوغرام الواحد هو 100 درهم، فالثمن غير قار حسب أسعار السوق، بعد ذلك، أقوم بفتح هذه (الكولية) وأعمل على عزل الملابس الممتازة، والتي يكون سعرها أكثر من الملابس الأخرى، والتي تسمى (بالعَزْلَة)، حيث أتركها إلى زبائني المفضلين عندي، الكل حسب النوع الذي يريد. أما الملابس المتبقية فنعمل على جمعها وبيعها بثمن واحد أي (ريكلام)» . جل الزبناء شباب دفعهم حب ارتداء «الماركات العالمية» إلى التنقيب بين هذه الملابس الكثيرة لعلهم يجدون ما يريدون. عبد الصمد واحد من بين هؤلاء دفعه حب اقتناء الملابس الممتازة ومسايرة الموضة إلى المجيء لهذا السوق، يقول: «عندما أذهب إلى وسط المدينة وأشاهد الملابس ذات الماركات العالمية تُؤَثث معظم المحلات التجارية الكبرى مرفوقة بأثمنة خيالية لا أستطيع اقتناءها. أما اليوم، فبإمكاني وبثمن لباس واحد اقتناء خمس إلى ست «بياسات» من هنا. هذه الملابس المستعملة نستفيد منها كثيراً بحكم ثمنها الرخيص، وكذلك تلبي رغباتنا، فجميع الماركات العالمية موجودة هنا…».