تواصل نواكشوطوالرباط رسم طريق مزدهر للتعاون في شتى المجالات، أهمها البرلماني والاقتصادي، تزامنا مع "تشويش متواصل" لجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر. الجبهة، التي حاولت الركوب على ملف "منقبي الذهب" بالحدود الشمالية لموريتانيا المتاخمة للأراضي المغربية، تصطدم اليوم مع استمرار خريطة الطريق المشتركة بين البلدين الشريكين. اللقاء الأول في ظل هاته الظرفية كان بين حميد شبار، سفير المملكة المغربية لدى نواكشوط، وبين زينب بنت أحمدناه، وزيرة التشغيل والتكوين المهني الموريتانية. وكان هذا اللقاء فرصة من أجل استمرار للتعاون في مجالات التشغيل والتكوين المهني بين البلدين للسنوات الثلاث المقبلة، الذي تم توقيعه بالرباط في دجنبر الماضي. أما اللقاء الثاني فقد كان في المغرب، إذ استقبل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أحمد باهيه، سفير موريتانيابالرباط. وجرى، خلال هذا اللقاء، التشديد على العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين. وتشكل هاته اللقاءات، وفق خبراء، "تجسيدا واضحا على رغبة البلدين في تعزيز العلاقات ومواصلة الرقي بها إلى الأمام، ودليلا آخر على إفشال مخططات الجهات الانفصالية التي حاولت ولا تزال تسميم هاته الروابط". في هذا الصدد، قال الوالي سيدي هيبة، محلل سياسي موريتاني، إن "نواكشوطوالرباط لا تريدان أبدا الالتفاف إلى محاولات جهات معروفة، والتي تسعى بالأساس إلى عرقلة هذا التقارب". وأورد هيبة، أن "العلاقات بين الشعبين المغربي والموريتاني هي عميقة وتاريخية"، مشددا على أن "مسؤولي البلدين عازمون على تقويتها، وتجديدها بشكل مستمر". وبين المحلل السياسي الموريتاني أن "ما يجمع موريتانيا والمغرب يعد ولا يحصى؛ فهنالك تجارة واقتصاد، وأيضا تلاحم ثقافي عميق، يحرص البلدان على إرساء أسس قوية تمنع أية محاولات للمس بهذا التعاون والترابط". ولفت المتحدث ذاته إلى أن "جهات كانت تحاول، في الأسابيع الأخيرة، المس بالعلاقات بين موريتانيا والمغرب، من خلال الركوب على مسائل تحرص الرباطونواكشوط على مواصلة الحوار والتنسيق حول معالجتها". وأكد هيبة أن "البلدين شكلا دائما نموذجا للاحترام المتبادل والتنسيق القويم، ومثالا يحتذى به في الساحة الإفريقية التي تعيش على وقع الصراع والأزمات الحدودية المتفاقمة". من جانبه، سجل محمد نشطاوي، خبير في العلاقات الدولية، أن "هاته اللقاءات هي رد واضح على أعداء الوحدة الترابية للمملكة. كما أن جل القضايا العالقة حاليا هي عادية تمام، وتحل بين الطرفين بالحوار والتنسيق". وبيّن نشطاوي أن "العلاقات بين البلدين تسير في الوقت الحالي في طريق طبيعية، وبدون أية تأثيرات، وتنفتح على مستقبل جد واعد، يحمل العديد من الفرص خاصة على المستوى الاقتصادي". وفي هذا الشق، أورد المتحدث ذاته أن "الجهات التي تنتظر قطيعة بين موريتانيا والمغرب سترى حجم التعاون والترابط الذي سيحدث، والذي يزداد طموحا من خلال الرغبات المشتركة". واستطرد الخبير في العلاقات الدولية بأن "موريتانيا عمق استراتيجي للرباط، والأخيرة تعلم جيدا أهمية تعزيز العلاقات مع هذا البلد الاستراتيجي، وهو الحال لدى نواكشوط التي تعول كثيرا على المملكة من أجل الرقي للأمام"