تعيش عدد من المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة التعليم بالناظور حالة احتقان بسبب الاختلالات التي تعرفها هذه المؤسسات والمشيد بعضها في مواقع يصعب الولوج إليها، أو لا تلائم طبيعة التجمعات السكانية المحيطة بها، وكذا افتقارها إلى عدد من المرافق الضرورية بعد التخلي عن انجازها. وفي هذا الصدد، أوضحت فعاليات تربوية و نقابية في اتصال ب”الصباح” أن هذه الوضعية تنعكس سلبا على المستوى العام للعملية الدراسية وعلى مردودية التلاميذ وهيأة التدريس بوجه خاص، مما يذكي حالة الاحتقان داخل هذه المؤسسات. واتهمت المصادر ذاتها، نيابة التعليم بالتلاعب في صفقات بناء هذه المؤسسات المشيد بعضها في أحياء تنعدم فيها البنية التحتية، وتفتقر لشروط الأمن، مضيفة أن من بين نماذج هذه المؤسسات، ثانوية أبي بكر الرازي بحي عاريض التي تم تشييدها قبل ثلاث سنوات دون انجاز أغلب مرافقها الضرورية، دون أن تتدخل الجهة المعنية للبحث في الغموض الذي يشوب تخلي المقاول عن إتمام أشغال البناء. وبحسب المعطيات التي توفرت ل”الصباح”، فان خروقات أخرى حصلت في المدة الأخيرة في تفويت صفقات بناء عدد من المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة التعليم بالناظور والمندرجة ضمن البرنامج الاستعجالي لأكاديمية الجهة الشرقية، كما تحاصر مصلحة البنايات والتجهيز “فضائح” أخرى تتعلق بتبديد المال العام وعدم احترام عدد من الأوراش للشروط التقنية ومعايير الجودة ومواعيد إنهاء الأشغال. وتتوجه الاتهامات إلى مسؤولي مصلحة البنايات ب”التواطؤ” مع المقاولين المكلفين بهذه الأوراش، تارة، وسلوك مساطر غير قانونية، تارة أخرى، في تفويت صفقات تشييد عدد من البنايات المدرسية، دون إحالتها على المهندسين المعماريين، إضافة إلى الكلفة الخيالية لبناء بعض المؤسسات كإعدادية بحي ترقاع، وتباطؤ غير مبرر في أشغال بناء مدرسة ابتدائية بحي المطار. من جانب آخر، نظمت الخميس الماضي هيأة التدريس بالثانوية الإعدادية أبو بكر الرازي وقفة احتجاجية لاستنكار عدم تجاوب نيابة التعليم مع مطالب الأطر التعليمية بفك العزلة عن المؤسسة، من خلال إتمام انجاز مرافقها الضرورية وتوفير شروط الولوج إليها. وأكد محتجون أن هيأة التدريس راسلت نيابة التعليم في مناسبات مختلفة دون أن تبادر إلى تدارك مجموعة من الاختلالات بالمؤسسة، من بينها عدم انجاز بنايات ومرافق، وضعف البنية التحتية في موقع المؤسسة ذاتها وصعوبة ولوج التلاميذ والأساتذة إليها بسبب ما يلقونه من تهديد في الطريق، حيث يتعرض عدد كبير منهم إلى السرقة تحت التهديد، أو التحرش والابتزاز بالنسبة للتلميذات خصوصا في الفترة المسائية. وأدان بيان الوقفة، حصلت “الصباح” على نسخة منه، تكرار حوادث الاعتداء على الأسرة التربوية بسبب غياب الأمن، ودعا الجهات المعنية إلى التدخل الفوري لمعالجة هذه الوضعية بما يضمن السير العادي للمؤسسة التربوية، ويعيد الاعتبار إلى أسرة التربية و التكوين بها.