تعيش مدينة الناظور حالة من التحديات والمشاكل تتعلق بانتشار ظاهرة الهجرة السرية و الحراكة في هذا السلوك الخطير. تشهد المدينة توافد جحافل من الشباب الذين يبحثون عن فرص أفضل خارج البلاد، وهذا ما يستدعي تسليط الضوء على هذه الظاهرة ومناقشة دور السلطات الترابية والمسؤولية المشتركة في مواجهتها. تعتبر مدارات الطريق الساحلي مكانًا للتجمعات والتحركات غير القانونية للشباب الراغبين في الهجرة السرية. يعترض هؤلاء الحراكة المارة والسائقين، مما يسبب تشويهًا لصورة المدينة واضطرابًا للحياة اليومية للمواطنين. وما يزيد من الخطورة هو وقوع حوادث ووفيات نتيجة سقوط الشباب من حافلات النقل الدولي أو دهسهم على الطرقات أثناء محاولتهم الصعود إلى شاحنات نقل البضائع. السلطات الترابية لها دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة وتقديم الحلول المناسبة. يجب أن تتخذ السلطات إجراءات حازمة لمكافحة الهجرة السرية ومحاربة التجمعات غير القانونية. كما ينبغي على السلطات أن تقوم بتعزيز التوعية وتقديم فرص تعليمية واقتصادية للشباب، لتقليل الرغبة في الهجرة السرية. من المهم أن نقارن بين جهود السلطات في الناظور وتلك في مدن أخرى مجاورة مثل طنجة وتطوان. ففي هذه المدن، تقوم السلطات بجمع المتسولين والحراكة ومكافحة الأنشطة غير القانونية بشكل فعّال. ومع ذلك، يبدو أن هذه الجهود غائبة أو غير كافية في الناظور، مما يجعل المدينة تبدو وكأنها جزء من واقع مختلف. يجب أن تتحمل السلطات الترابية مسؤولية كاملة في مواجهة هذه الظاهرة وتحقيق التنمية المستدامة في الناظور, إن تصاعد ظاهرة الهجرة السرية وتجمعات الحراكة بالناظور يستدعي تدخلًا فوريًا وحازمًا من قبل السلطات الترابية.