شهدت أسعار حليب الأطفال ارتفاعات متتالية منذ الأشهر الأولى من السنة الجارية، وهو ما جعل بعض الأسر تلجأ إلى الحليب العادي لإطعام أطفالها، ما يهدد صحتهم. في هذا الإطار استنكر خالد الزوين، رئيس المجلس الوطني للاتحاد الوطني لصيادلة المغرب، الارتفاعات المتتالية، واصفا إياها ب"الكارثة التي لا يمكن تفسيرها". وقال الزوين، إن "هناك نوعا من الحليب وصل ثمنه إلى مائة درهم، ويكفي فقط لمدة ثلاثة أيام، أي أكثر من ألف درهم شهريا"، مضيفا أن "الأمر بات لا إنسانيا، خاصة أن هناك أطفالا لا يقبلون حليب الأبقار أو الحليب العادي"، وعازيا الأمر إلى "جشع المستوردين". وتابع المتحدث ذاته: "غير معروف لماذا لا يتم تصنيع الحليب بالمغرب، وهو أمر من الممكن القيام به، خاصة أنه في حال الصناعة المحلية لن يتجاوز ثمنه ثلاثين درهما". وبلغ موضوع ارتفاع أسعار حليب الأطفال إلى البرلمان، وفي هذا الإطار وجه رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا لوزير الصحة، قائلا إنه "خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية 2023 شهدت أسعار هذه المادة الحيوية بالنسبة لصحة ونمو ملايين الأطفال المغاربة ارتفاعاً يصل أحياناً إلى 30 في المائة". وحسب حموني فقد "وصل ثمن الصنف الذي كان ب 70 درهماً إلى 87 درهماً، وارتفع إلى 92 درهماً صنفٌ كان ثمنه 74 درهماً؛ وقفز سعر صنف آخر كان سعره 74 درهماً إلى 83 درهما، في حين صعد سعر نوعٍ آخر من 84 درهماً إلى 109 دراهم". ونبه البرلماني إلى أن "هذا الغلاء المتصاعد لثمن حليب الأطفال بالصيدليات، وفي ظل تراجع القدرة الشرائية لأغلب المغاربة، هو ما دفع عددا كبيراً من الأسر المغربية إلى اللجوء إلى الحليب العادي قصد إطعام رُضَّعِهَا". كما زاد السؤال الذي ينتظر رد وزارة الصحة: "اضطرت أسرٌ أخرى إلى اقتناء الحليب غير المراقَب عبر الإنترنت، أو اللجوء إلى أنواع غير مناسبة صحيا للرضع تُباع في بعض المحلات التجارية، أو كذلك إلى استخدام الحليب النباتي الذي لا يلبي كامل احتياجات الرضيع". من جانبه حذر عبد الإله مدني، أخصائي طب الأطفال، من تناول الحليب العادي دون مراقبة وتوجيهات طبية، قائلا إن "أهم حليب للرضع هو حليب الأم الطبيعي الغني، الذي لا تنجم عنه الحساسية، وحرارته طبيعية، ومن إنسان للإنسان". وأكد مدني أنه "لا وجود لأم لا تتوفر على الحليب؛ ناهيك عن أن الرضاعة الطبيعية تقي الأم من سرطان الثدي". وحسب الطبيب نفسه فإنه "لا يجب التفكير في الحليب الاصطناعي إلا في حالات خاصة"، مشددا على ضرورة الالتزام بالرضاعة الطبيعية، خاصة خلال السنة الأولى. وبحسب المتحدث ذاته "يأتي الحليب الاصطناعي الخاضع للدراسات في الرتبة الثانية بعد حليب الأم"، مؤكدا أنه "في حالات اللجوء إلى الحليب العادي أو حليب الأبقار والماعز أو الناقة يجب أن تضاف له كمية من الماء يحددها الطبيب".