أمرت النيابة العامة بالناظور، أخيرا، بدفن جثامين مهاجرين أفارقة في إحدى مقابر المدينة، بعد فترة على وفاتهم وإيداعهم مستودع الأموات. ووفق معطيات “الصباح” تكلف دركيان وعون تابع لبلدية الناظور وأفراد من الهلال الأحمر بالإشراف قبل اقل من أسبوعين على عملية الدفن بمقبرة “سيدي سالم”، وأشير إلى الهوية المجهولة للجثامين برموز مكتوبة فوق لوحات أسمنتية تم نصبها فوق كل قبر على حدة. وأحيطت ترتيبات عملية الدفن بسرية تامة بالنظر إلى حساسية وجود جثامين مجهولة الهوية والديانة وسط مقابر المسلمين، ووقفت “الصباح” على مقابر أخرى لأشخاص مجهولي الهوية تم دفنهم بالطريقة نفسها بعد انصرام مدة على بقاء جثامينهم في مستودع الأموات، من بينهم مهاجرون أفارقة توفوا في حوادث متفرقة بضواحي الناظور. ويتعلق الأمر حسب المصادر ذاتها، بسيديتين وطفلين صغيرين سبق أن أودعوا مستودع الأموات بعد وفاتهم في ظروف غامضة، يشتبه في انها مرتبطة بمحاولة للهجرة السرية على متن قارب تقليدي، سبق أن ضبط أواخر شهر فبراير الماضي غير بعيد من سواحل الناظور وعلى متنه أزيد من 60 مهاجرا إفريقيا بينهم نساء وأطفال. من جهتها، أكدت جمعيتان تنشطان في الدفاع عن قضايا المهاجرين الأفارقة في بلاغ لهما أن جثتي مهاجرين إفريقيين عثر عليهما في غشت الماضي في ضواحي الناظور القريبة من مليلية وتم إيداعها مستودع الأموات بالمستشفى الحسني. وأشار البلاغ، تتوفر الصباح على نسخة منه، إلى أن جمعية الريف لحقوق الإنسان وجمعية بني ازناسن للثقافة والتنمية والتضامن راسلتا في وقت سابق كلا من وزارة العدل والحريات والمجلس الوطني لحقوق الإنسان لفتح تحقيق حول ملابسات العثور على جثث أربعة مهاجرين أفارقة داخل مياه البحر. وجوابا على هذه المراسلة، أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان في رد يحمل توقيع أمينه العام محمد الصبار، أن المجلس توصل بجواب من المفتشية العامة للقوات المساعدة مفاده أن التحريات التي بوشرت حول حادث تعرض احد المهاجرين الأربعة لمطاردة أفراد من القوات المساعدة ووفاته غرقا بعد ارتمائه داخل مياه البحر أظهرت أن المكان الذي غرق به المهاجر الإفريقي لا يخضع لمراقبة عناصر القوات المساعدة. وجاء هذا الرد من المجلس الوطني بعدما أثارت الجمعيتان المذكورتان مسألة عدم تقديم المساعدة للمهاجر واكتفاء عناصر من القوات المساعدة بالتفرج عليه لحظة غرقه، قبل نقل جثمانه إلى المستشفى دون فتح أي تحقيق من لدن النيابة العامة في الموضوع. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)