رغم المصالحة التاريخية والانعطافة الحاسمة في العلاقات الإسبانية المغربية منذ مطلع العام الماضي، إلا أن ذلك لم ينعكس كثيرا على الأرض، إذ قالت صحيفة "لاراثون" إن جمارك الجيبين، سبتة ومليلية، لم تفتح بعد، كما أن الاجتماع المتوقع بين رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والملك محمد السادس، ما يزال لم يعقد بعد. الصحيفة أبرزت في تقرير لها أن جمارك التجارة لم تفتح رغم التحالف الإسباني المغربي الواعد الذي برز بعد تغيير مدريد لموقفها من قضية الصحراء المغربية العام الماضي، مؤكدا أنه من المتوقع أن يشهد شهر يناير الجاري بدء تشغيل الجمارك التجارية الموعودة لسبتة ومليلية وكذلك تحديد موعد للاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر بين المغرب وإسبانيا، والذي تم تأجيله إلى أجل غير مسمى بقرار من الرباط، في ديسمبر 2020. وإلى جانب الوعود المتكررة لوزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لا توجد حتى الآن أدلة حول كيف ومتى سيتم فتح الجمارك التجارية على حدود المدينتين المحتلتين. ةفي تصريح سابق للوزير الإسباني دعا إلى فتح الجمارك وقال إن العملية يجب أن تكون "منظمة وتدريجية"، مضيفا "يجب أن يكون انفتاحا تدريجيا على وجه التحديد حتى لا نعود إلى أخطاء الماضي". ووفق الصحيفة الإسبانية فالتجارة في المدينتين تعاني من الإغلاق، ومايزال عبور البضائع يخضع لقيود صارمة للغاية. وبدأ رجال الأعمال والمجتمع المدني ككل في المدينتين المتحتلتين يشعرون بالقلق إزاء نقص المعلومات حول عملية فتح المعابر. ولم تعقد أي قمة ثنائية بين البلدين منذ يونيو 2015، وسيتعين عقد القمة التالية في الرباط. وفيما يتعلق بالتواريخ، فإن الالتزام المنصوص عليه في خارطة الطريق الثنائية المتفق عليها في 9 أبريل 2022 في الرباط بأن الاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر سيعقد قبل نهاية العام الماضي لم يكن كافيا أيضا. وفي 18 أكتوبر من العام الماضي، أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، تأجيل القمة بين البلدين. وكان المغرب، قد أغلق حدود مليلية في 13 مارس 2020، وذلك في خضم اتخاذ السلطات لجملة من الإجراءات المتعلقة بمكافحة انتشار جائحة كورونا مباشرة بعد دخول الفيروس. وفي ماي من عام 2022، أكدت إسبانيا إعادة فتح الحدود البرية لسبتة ومليلية، لكن ذلك لم يشمل إلا المسافرين.