جوج بنووات يكونو حاضرين لإطلاق سراح المعني بالأمر"، هي واحدة من "شفرات 'السمسرة والارتشاء" التي فككتها الأجهزة الأمنية بعد عمليات التصنت على المكالمات الهاتفية التي استهدفت العصابة المطاح بها أخيرا في واحدة من أكبر التحقيقات الأمنية منذ مطلع سنة 2021. التحقيقات تظهر كيف طالب نائب وكيل للملك بمبلغ 20 ألف درهم، وهو من أبرز الموقوفين ضمن العصابة المذكورة، من ضابط أمن موقوف هو الآخر، توسط نظير إطلاق سراح شخص تورط في حادثة سير مميتة بواسطة شاحنة. يتعلق الأمر هذه المرة بكشف التحقيقات للطريقة التي سعى من خلالها وسطاء وسماسرة، وأمنيون ونواب وكلاء للملك، من إطلاق سراح متورطين في حوادث السير مقابل الحصول على رشاوى" ، بناء على مادار في المكالمات الهاتفية التي رصدها المحققون بين نائب لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء (م.ج)، و أحد وسطاء العصابة التي تم تفكيكها قبل أسبوع تتكون من 29 شخصا. من بين الملفات التي تدخل فيها نائب وكيل الملك المذكور بطل العصابة، ملفين يتعلقان بحادثة سير مميتة بواسطة شاحنة، وفي حادثة سير مع الفرار بواسطة دراجة نارية. الملف المتعلق بحادثة سير المميتة توسط فيه ضابط الشرطة القضائية (ي.د) وموظف الشرطة (م.ح) مُقابل رشوة بمبلغ 20 ألف درهم أو"جوج بْنُووات" بلغة السماسرة، مباشرة سيتسلمها مَعَ إطلاق سَرَاح المعني بالأمر" كما ورد في مكالمة هاتفية لنائب وكيل الملك رصدتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. الملف الثاني، تدخل فيه نفس المسؤول القضائي يتعلق بارتكاب أحد الأشخاص حادثة سير مع الفرار باستعمال دراجته النارية. لم يكن مرتكب الحادثة المميتة سوى أحد المستخدمين لدى وسيط من أفراد العصابة المذكورة (ع.ش). ربط الوسيط الاتصال بنائب وكيل الملك المذكور، يطلب منه التدخل لدى الشرطة لتفادي الاعتقال "بْغيتك كيفاش دخل ليا باش ميهبطوهش"، يرد عليه نائب وكيل الملك "واسير عندو راه هضرت معاه..ميكون غير الخير ...قاد قاد". الملفان المذكوران ضمن ملفات أخرى بلغ عددها 12 ملفا، تدخل فيها أفراد العصابة ذاتها التي تم تقديمها لدى محكمة الاستنئاف بالدار البيضاء. العصابة امتداد لعصابة نائب وكيل الملك هشام لوسكي، الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 8سنوات. بتاريخ 28 يونيو 2021 يتصل ضابط الشرطة (ي-د) بنائب وكيل الملك ( م-ج)، و يطلعه على حيثيات حادثة سير مميتة، و أن سائق الشاحنة بالإضافة إلى مالكها برفقته بمكتبه، مباشرة بعد ذلك يربط ضابط الشرطة الموقوف الاتصال بنائب وكيل الملك المداوم الذي يصدر تعليماته بوضع السائق تحت الحراسة النظرية ويجيبه بقوله: "يجي ديك ساعة و يحن الله". مباشرة بعد ذلك، يطلب موظف الشرطة من نائب وكيل الملك، ارجاع رخصة السياقة لصاحبها مقابل مبلغ رشوة 20000 درهم. في هذه اللحظات يتصل المسمى (م -ا) موظف الشرطة ب(ي- د)، و يؤكد عليه بضرورة إرجاع رخصة السياقة لصاحبها مخبرا اياه بقوله:" داكشي لي درتيه انا معاك " و هي اللحظة ذاتها التي يستفسره فيها (د- ي) عن المبلغ المالي المتفق عليه و هو 10.000 درهم، مخبرا إياه انه تفاجأ بأن المبلغ لا يتجاوز 4000 درهم.