أكد عمر الناجي، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرع الناظور، اليوم الأربعاء، في الندوة الصحفية ل"تقديم التقرير الخاص بالأحداث المأساوية، ليوم الجمعة 24 يونيو 2022 على المعبر الحدودي باريو تشينو"، وقوع عملية احتجاز خمسة عناصر من القوات العمومية من طرف مهاجرين. واكتفى عمر الناجي، عند جوابه على سؤال حول موضوع احتجاز عناصر من القوات العمومية، بالقول "صحيح"، دون تقديم اي توضحيات إضافية. وتجدر الإشارة إلى أن "تقرير اللجنة الاستطلاعية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان شجب حول ما يسمى ب"مأساة مليلية"، بشدة "احتجاز أفراد من القوات العمومية والمس الخطير بالسلامة الجسدية لأحدهم والاستيلاء على معداتهم". وأوضح التقرير تم عرضه في ندوة صحفية، في وقت سابق، أن "المهاجرين قد قاموا بعمل غير مسبوق يوم 18 يونيو تمثل في احتجاز 5 عناصر من القوات العمومية كرهائن بالإضافة إلى العديد من وسائل حفظ النظام كالخودات والدروع الواقية". وذكرت أن هذا الأمر "اضطر القوات العمومية للتراجع والتفاوض مع المهاجرين الذين أفرجوا على أربعة رهائن بدون شروط مع احتفاظهم بالرهينة الخامسة، الذي تعرض لمس خطير لسلامته الجسدية، الذي أفرج عنه فيما بعد، بعد مفاوضات أدت كذلك إلى استرجاع معدات حفظ النظام المحجوزة". ولفتت إلى أنه "أصيب، خلال هذه العملية، 56 عنصرا من القوات العمومية إصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور لتلقي العلاجات اللازمة". وأشارت إلى أن "المهاجرين انسحبوا بعد هذه العملية، عبر مجموعات صغيرة ومتباعدة في الزمن في اتجاه الغابات المجاورة، وتحصنوا في غابة "ازنودن" التابعة ترابيا لجماعة "ايحدادن" التي تبعد حوالي 20 كلم عن مدينة مليلية، وهي عبارة عن مرتفع شديد الوعورة ومكان استراتيجي يمكن من مراقبة كل التحركات من مسافات بعيدة". وأوردت أنه "حسب السلطات ورغبة في تحييد الخطر الذي باتت تشكله هذه المجموعة من المهاجرين بعدما أبدوا عنفا شديدا وغير مبررا، قامت السلطات العمومية بتنظيم عملية تمشيط في غابة ازنودن يوم 23 يونيو 2022 غير أنها ووجهت بعنف أشد، خلف 116 إصابة في صفوف القوات العمومية بينها 7 حالات خطيرة". وسجلت أنه "في صبيحة يوم الجمعة 24 يونيو 2022 قام حوالي 2000 مهاجر بالانتقال سيرا على الأقدام في مجموعات متفرقة ومنظمة من مكان تمركزهم في غابة "ازنودن" في اتجاه مدينة مليلية، التي تبعد بحوالي 20 كلم عن المعبر، حيث شوهدوا في منطقة أولاد سالم في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا قبل أن يواصلوا التوجه نحو السياج الحديدي في حدود الساعة السابعة صباحا، وتفرقوا لمجموعتين قصدت الأولى أحد أبواب السياج في حين اتجهت المجموعة الثانية إلى المعبر الحدودي "باريو تشينو" قبل أن يتوجه الجميع صوب المعبر ليتسلقوا أسواره، غير أنهم، وفور ولوجهم إلى باحة المعبر وتوجههم إلى الأبواب الدوارة (Tourniquets) الفاصلة مع مدينة مليلية والمحكمة الإغلاق (ظل مغلقا لمدة تزيد عن ثلاث سنوات) ظلوا عالقين في فضاء ضيق". وأكدت اللجنة أنها "اطلعت على مقطع فيديو يبين قيام "مجموعة من المهاجرين وهي تحتجز عنصرا من القوات العمومية قبل أن تدخل في مفاوضات مع السلطات حول إطلاق سراحه، ويقود المفاوضات من جانب المهاجرين بعض العناصر الملثمة والذين، حسب السلطات، يعتبرون قادة المجموعة ويعملون على إخفاء وجوههم. ويوثق تسجيل آخر لعدد من عناصر القوات العمومية المصابين خلال المواجهات، بالإضافة إلى المعدات (الخودات والذروع) التي تم استرجاعها من المهاجرين". ويشار إلى أن "المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وبتكليف من رئاسته، أحدث لجنة استطلاعية لبناء الوقائع (Etablissement des faits) على إثر المواجهات العنيفة والمؤسفة التي وقعت بالسياج الحدودي الذي يفصل مدينة مليلية عن مدينة الناظور وبالمعبر الحدودي المعروف بالحي الصيني "باريو تشينو" صباح الجمعة 24 يونيو 2022 والتي أدت إلى وفاة 23 من المهاجرين، وإصابة 217 بجروح متفاوتة الخطورة بين المهاجرين وعناصر القوات العمومية، والتي تداولت صورها وسائل إعلام وطنية ودولية وتفاعلت معها منظمات حقوقية دولية ومؤسسات أممية".