قام والي الدارالبيضاء الجديد محمد بوسعيد، القادم إلى العاصمة الإقتصادية من عاصمة سوس، يوم 2 يونيو الجاري بزيارة تفقدية للمطرح العمومي المتواجد في الجماعة القروية المجاطية في عمالة مديونة، ،وقد كان الوالي مرفوقا بعامل مديونة وعمدة الدارالبيضاء (الصورة)، وعدد من رجالات السلطة المحلية وإدارة الشركة المكلفة بتدبير النفايات. وقد كانت هذه الزيارة ،مناسبة للوالي والعامل اللذين عينا مؤخرا على التوالي بولاية العاصمة الاقتصادية وعمالة مديونة، للوقوف على العديد من المشاكل التي تعاني منها أم المزابل ،وتداعياتها السلبية الخطيرة على محيطها المجاور، الذي ساهم في تلويث الهواء والفرشة المائية، وأضر بصحة ساكنة دوار الحلايبية على وجه الخصوص، نتيجة تدفق عصارة الأزبال نحوه ،بالقرب من تجمع آهل بالسكان. وقد وقف الوالي بنفسه على واقع مزبلة مديونة ،الذي تتعايش في تفاصيله اليومية فئات عريضة من الساكنة المحلية ،تتخذ من نفاياته موردا للرزق في ظل غياب مورد حقيقي للعيش بعيدا عن كسب لقمة العيش ،بالهبش والنبش في الأزبال عن المواد القابلة للبيع من اجل إعالة أسرهم وذويهم، رغم أن مكانهم الحقيقي هو مقاعد التحصيل العلمي، في ظل غياب كل الفاعلين الجمعويين الذين يدعون دفاعهم عن حقوق الطفل في العيش الكريم، ولاحظ الوالي أيضا المئات من رؤوس الأبقار والأغنام ،تقتات على مخلفات المنازل من الخضر وغيرها، وتتخذها كعلف مجاني ،شجع العديد من الرعاة من مختلف المناطق المجاورة من امزاب وأبناء الشاوية على التوافد بكثرة رفقة قطعانهم من الأغنام والاستقرار بفضاء المزبلة، والدواوير المجاورة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الأمني ،وتكاثر الاعتداءات وتضييق الخناق على عمال الشركة المكلفة بتدبير المزبلة ،لدرجة تعنيفهم والاعتداء عليهم، كما حدث في عدة مناسبات متفاوتة. وقد قدمت للوالي والوفد المرافق له عدة شروحات، حول العمل الذي تنوي الشركة الأمريكية Ecomed القيام به من اجل التغلب على مادة ״الليكسفيا״ و المتمثلة في عصارة الأزبال التي مازالت تتسرب من المزبلة من غير أن تحتويها بشكل جيد الصهاريج المعدة لهدا الغرض، ومن غير التغلب على الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المياه ،التي تزداد حدة رائحتها الكريهة في الليل، لان سير العمل البطيء بهذه المزبلة يحول دون تجاوز العديد من المشاكل على رأسها عصارة الأزبال ،وغياب خطة عمل ،من اجل التسريع بوثيرة عمل جاد بعيدا عن التواري خلف مبررات واهية من قبيل انعدام الأمن وإكراهات الاشتغال ،وردم النفايات في مساحة ضيقة جنبا إلى جنب مع البهائم، وجامعي الخضر في العربات المجرورة وقد دعا الوالي، الشركة المذكورة إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في المزبلة بالتنسيق مع سلطات مديونة عبر خطة عمل متكاملة تبتدئ بتشديد الحراسة ،وتطويق فضاء المكان بعناصر الأمن الخاص ،ووضع كاميرات الحراسة بهدف وضع حد لحالة الفوضى والسرقات والاعتداءات التي تعم فضاء المزبلة الرحب الشاسع ،والعمل على إخلاء المطرح العمومي من الدخلاء ،وفتح حوار مع الأطراف التي تتخذ من عملية التنقيب في الأزبال مهنة لها، بهدف الحصول على مطرح مراقب يحترم المواصفات البيئية. وقد أفادتنا مصادر مطلعة في تصريح للجريدة على انه كان من المتوقع إغلاق مزبلة مديونة في نهاية 2010م ،إلا انه وأمام غياب مفرغ جديد، ثم تمديد العمل بها إلى غاية متم 2012م، وهناك – حسب نفس المصدر – مفاوضات على قدم وساق مع مالك ارض مجاورة للمزبلة من جهة دوار الحلايبية والمدعو الأطلسي، من اجل شراء هذه الأرض ،وتأهيلها لتكون المفرغ الجديد للدار البيضاء ،وهو نفس المنحى الذي أكد عليه الوالي في قوله لمرافقيه، أثناء الزيارة الأخيرة للمزبلة، حيث دعا إلى ضرورة التسريع بعملية اقتناء الأرض المذكورة لكي تحتضن نفايات البيضاويين خصوصا وأن المطرح الحالي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الامتلاء النهائي. لكن الذي لم يقف عنده كثيرا السيد الوالي ، هو موضوع سكان مطرح النفايات، لأن عملية تأهيل المطرح الحالي ،بشكل حديث يحترم المواصفات البيئية ،تمر أساسا عبر إخلاء المزبلة من سكانها، الذين رفضوا مرارا وتكرارا عرض السلطات تحويلهم إلى مساكن بدوار الحلايبية شيدوها من أموال المبادرة الوطنية ،لأنهم اعتبروا دوار الحلايبية أكثر قذارة من المزبلة ،وأن المنازل التي شيدت لهم فيه لم تراعي الشروط البيئية ،وبنيت في مكان متسخ، بجوار حفرة مكشوفة خاصة بالواد الحار ،تنبعث منها روائح كريهة ،وتعج بمختلف الحشرات والقاذورات، والسكان في تصريحهم للجريدة لا يرفضون الرحيل عن المزبلة ،وأن ما يرفضونه هو الزج بهم في مكان قذر، تحيط به الأزبال والقاذورات ولا يحترم المقومات البيئية الضرورية المنصوص عليها في فلسفة المبادرة الوطنية. وفي نفس السياق دائما ، المتعلق بزيارة الوالي للمطرح العمومي، فقد اتهم رئيس الجماعة القروية المجاطية ،التي تحتضن النفايات البيضاوية العمدة وأمام الوالي والوفد المرافق، بأنه لا يهتم بالمنطقة ،ولا يقدم أي خدمة مهما صغر شأنها للجماعة التي يرمي فيها أزبال البيضاويين ، وهنا تدخل الوالي وطلب من العمدة بأن يهتم بالمنطقة ويخصص الحاويات الضرورية لساكنة دوار الحلايبية المجاور، بهدف جمع الأزبال بدل رميها في الخلاء، بجوار المدرسة والمسجد وبوابات المنازل كما يحدث حاليا، في مشهد يدعو للاشمئزاز والتقزز. ويذكر على أن المجلس الإقليمي لعمالة مديونة، برمج نقطة في جدول أعماله المتعلق بالدورة العادية لشهر ماي المنقضي ، والمتمحوة حول المشاكل البيئية للمطرح العمومي ،ووجه الدعوة للعمدة، وإدارة شركة إيكوميد، لحضور فعاليات هذه الدورة، لكن ساجد تخلف عن الحضور ،وهو ما أثار غضب المستشارين بسبب تجاهله لهم وعدم إيلائهم أي اهتمام ،وأنه حسب رأي المستشارين – يعتبر العمدة مديونة فقط مكانا لرمي النفايات ،وليس للتحاور والتشاور وإبداء الرأي، من أجل رد الاعتبار لمديونة عبر تأهيل محيطها ،وإعطائه المكانة التي يستحقها ، لأن مزبلة مديونة كانت دائما بمثابة أشواك في حلق الاستثمار المحلي ، وشكلت عقبة حقيقية حالت دون تقدم المنطقة.