الضحية حميد الكنوني لا تختلف كثيرا "الدراما المحزنة"، التي عاشتها مدينة بركان ليلة أمس عن الدراما المؤلمة، التي عاشتها منطقة سيدي بوزيد التونسية قبل شهور خلت. وإذا كان من اختلاف بين الدرامتين فإنه لا يتجاوز كون الضحية الأول كان اسمه "محمدالبوعزيزي"، بينما ضحية أمس اسمه "حميد الكنوني" مع فرق آخر مهم هو أن دراما"البوعزيزي" تحولت إلى دراما عربية أما دراما "الكنوني" فقد تدخلت فيها العناية الإلاهية وحدت بأسها. فقد أقدم البائع المتجول حميد الكنوني (27 سنة) ليلة أمس الأحد 06 غشت الجاري، على إحراق نفسه أمام مقر الأمن، بمدينة بركان، بعدما صب البنزين على جسمه وأضرم النار فيه، وهو ما تطلب تدخلا فوريا للإسعاف، حيث نقل المصاب إلى المستعجلات بمستشفى "الدراق"، هذا الأخير الذي ارتأى أطبائه أمام حالة الضحية الحرجة والخطيرة، نقله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بعدما تبين لهم أنه أصيب بحروق من الدرجة الثالثة. وأفادت مصادر مطلعة، على حيثيات الحادث المؤسف، أن الضحية أقدم على فعلته بعدما صودرت عربته التي هي بمثابة مورد رزقه الوحيد، حيث يبيع فوقها الخبز بسوق "الطحطاحة" وسط مدينة بركان، من طرف رجال الشرطة الذين تمادوا في ضربه بعد "إمطاره بوابل من السب والشتم"، تضيف المصادر نفسها. وأكدت المصادر ذاتها أن وكيل الملك بالمدينة فتح حوارا مع فعاليات سياسية وحقوقية بالمدينة ، حيث وعدهم بفتح تحقيق نزيه في الموضوع.