انضمت الحكومة الكندية إلى المملكة الإسبانية، وحذرت مواطنيها عبر العالم من السفر إلى الجزائر أو إلى مخيمات تندوف، بسبب ارتفاع التهديدات الإرهابية تجاه الأجانب. ونشرت الحكومة الكندية على بوابتها الالكترونية تحذيراً بمستوى عالي الخطورة، يدعو مواطنيها لتفادي السفر إلى كافة التراب الجزائري خاصة مناطق معروفة بالجماعات المسلحة بينها منطقة تندوف حيث تتواجد جبهة "البوليساريو" . و جاء تحذير الحكومة الكندية، لمواطنيها بعد تحذير سابق للحكومة الاسبانية التي دعت مواطنيها لتفادي السفر الى الجزائر و منطقة تندوف التي تعرف اتجاراً في السلاح، و انتعاش الجماعات الارهابية. وقالت المذكرة إنه يجب اتخاذ درجة كبيرة من الحذر في الجزائر بسبب حالة عدم الإستقرار الشعبي والتهديدات الإرهابية، مضيفة أنه يجب على المواطنين الكنديين اجتناب السفر إلى المناطق الحدودية بالجزائر، وضمنها تندوف. وأضاف البيان إن "هناك جماعات مسلحة تنشط في هذه المناطق. وهناك أيضا تهديدات بوقوع هجمات إرهابية أو عمليات اختطاف للأجانب". وكانت وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد أصدرت خلال الأسبوع الماضي تحذيرا من السفر إلى مخيمات تندوف بسبب تنامي المخاطر الإرهابية. وقالت مصادر حكومية لصحيفة إلباييس الإسبانية إن هذا القرار جاء إثر توصل الأجهزة الإسبانية بمعلومات استخباراتية من مصادر موثوقة حول وجود مخطط إرهابي يستهدف المواطنين الإسبان ومصالح إسبانيا في المنطقة. وقالت نفس المصادر إن المخطط الإرهابي يستهدف أكثر من 100 مواطن إسباني يشتغلون كمتطوعين بالمخيمات رفقة المنظمات غير الحكومية، إضافة إلى أكثر من 220 شخصا من إسبانيا يرتقب أن يسافرو خلال عطلة نهاية السنة إلى تندوف من أجل زيارة بعض الأطفال، الذين تعرفوا عليهم من خلال برنامج "عطلة في سلام"، والذي يخول لأطفال المخيمات قضاء الصيف رفقة عائلات إسبانية. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر لا تعتبر وجهة مألوفة بالنسبة للسياحة الإسبانية. غير أن العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الإسبانية وهيئات أخرى مساندة لجبهة البوليساريو، تنظم بين الحين والأخر رحلات تضامنية لنشطائها إلى معسكرات الصحراويين بتعاون مع السلطات الجزائرية. يذكر ان الجزائر عرفت عدة عمليات لاختطاف الرهائن من طرف الجماعات المتطرفة،أبرزها أزمة رهائن 2003 التي اختطف خلالها 32 سائحا أوروبيا في مجموعات منفصلة بمنطقة الصحراء الكبرى الجزائرية، من طرف الجماعة السلفية للدعوة والجهاد. وفي أكتوبر 2011 اختطف ثلاثة من عمال الإغاثة الأوروبيين، بينهم إسبانيان وإيطالي، في منطقة تندوف قرب مخيم الرابوني حيث يوجد مقر قيادة جبهة البوليساريو. واتهمت "بوليساريو" آنذاك مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي باختطاف الرهائن ونقلهم صوب معسكرات التنظيم في شمال مالي. وعلى مدى العقدين الماضيين شكل اختطاف الرهائن الأوروبيين واستغلالهم للمطالبة بفذية أحد أبرز مصادر تمويل الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء، إلى جانب تهريب السلع والأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر على الحدود الشاسعة لدول المنطقة. وعرفت المنطقة الصحراوية الشاسعة على الحدود الجزائرية مع مالي والنيجر وليبيا وموريتانيا تفريخ العديد من التنظيمات الإرهابية، تشكل جلها بمبادرة من متطرفين جزائريين.